سأغير عنوان القصيدة وأوجهها ل«السيسى» عنداً فى الرافضين شيماء البرديني الوطن -القاهرة يقدم نفسه دوماً باعتباره الشاعر والناقد مختار عيسى، لكن الحقيقة أن كثيرين لم يعرفوه إلا حينما نشر قصيدته «نساؤنا حبلى بنجمك» وفسرها النشطاء والمثقفون بأنها موجهة إلى الفريق عبدالفتاح السيسى، لتبدأ نحوه عاصفة هجوم عنيفة وصلت إلى حد سبه وأسرته، باعتبار القصيدة ومضمونها السياسى نفاقاً ورياءً وخطوة على طريق صناعة الفرعون، وباعتباره هو من الباحثين عن الشهرة. «عيسى» نفى أى مقصد سياسى من القصيدة، مبدياً دهشته من رد الفعل عليها والتعسف فى تفسير النص الأدبى، مؤكداً أنه ليس بحاجة لشهرة من هذا النوع وأنه معروف بين المثقفين برواياته ودواوينه.. لكنه لم ينف تأييده للفريق السيسى وحبه له.. وإلى نص الحوار.. ■ توقفت عن الكتابة فى جريدة «الوطن الكويتية» طيلة 10 أشهر وعدت بالقصيدة سبب الأزمة.. ما السر وراء ذلك؟ - تركت الجريدة بعد سنوات من العمل منذ عام 2005، وطوال هذه السنوات ينشر لى كل جمعة زاوية شعرية ثابتة بعنوان متغير، والمفاجأة أن قصيدة «نساؤنا حبلى بنجمك» نشرتها على صفحتى عبر الفيس بوك قبل 3 أشهر وتحديداً فى أغسطس الماضى، فقد كتبتها فى أعقاب 30 يونيو ونشرتها على صفحتى ولم تحدث كل هذا الجدل وقتها، بالعكس تلقيت رد فعل إيجابياً عنها. ■ ولماذا تغير رد الفعل بعد نشرها فى الجريدة الكويتية؟ - اتصل بى مشرف الصفحة المسئول واستأذننى لنشر القصيدة فى الجريدة، وقال لى نصاً «أنا قريتها وعجبتنى جداً وهانشرها بكرة» ووافقته، وتم النشر يوم الجمعة الماضى، ومن وقتها والهجوم مستعر على شخصى وأسرتى ولا أعرف سر هذا الهجوم. ■ السر واضح، فالقصيدة تعتبر بحسب النشطاء والمثقفين رياءً ونفاقاً للفريق السيسى وتحمل إيحاءات جنسية؟ - أولاً، لم أوجه قصيدتى لشخص الفريق السيسى، كتبتها لشخص البطل الذى ينقذ البلد ويحررها، وكثيرون أسقطوا هذه الأوصاف على الفريق السيسى، والقصيدة بأكملها لا يوجد بها اسمه ولا حتى إشارة مباشرة إليه. ■ لماذا إذن نشرت القصيدة مشفوعة بصورة السيسى فى الجريدة؟ - الجريدة نقلت القصيدة من صفحتى على الفيس بوك بالصورة المرفقة، فعلاً لقد أرفقت صورة السيسى بالقصيدة، لأننى أعتبره الشخصية المناسبة، وليس معنى هذا أننى كتبت له القصيدة. ■ ألا ترى أن النشطاء والمثقفين محقون فى التعاطى مع القصيدة بهذا الشكل وتأويلها سياسياً؟ - بالطبع لا، وإن كنت أحترم اختلافهم معى فى وجهة النظر، لكننى لا أفهم طريقة تعاطيهم مع العمل الأدبى وتأويله سياسياً، وللأسف هم من حمّلوا القصيدة معانى جنسية وإيحاءات حين أخرجوها من سياقها الأدبى وحمّلوها بمضامين سياسية، وللأسف هذا ليس نقداً، خاصة بعدما نال أسرتى وزوجتى من تطاول لا يمت بصلة لحرية الرأى والتعبير. ■ تقول إنك لم تقصد السيسى فى القصيدة.. فلماذا وضعت صورته إلى جوارها إذن؟ - نعم، لم أقصد السيسى، وإذا كانت المسألة بهذا الشكل فسأعيد نشرها وكأنها موجهة للفريق السيسى نفسه، لا أجد عيباً فى هذا، فهو نموذج لبطل وحلم كرئيس جمهورية واستطاع أن يحرر البلد كلها من الإرهاب، ولو استمر الهجوم على هذا المنوال سأغيّر عنوان القصيدة وأجعله موجهاً إلى السيسى عنداً فى مدّعى الثقافة. ■ لم تحتمل رد فعل النشطاء والمثقفين والقصيدة بهذه الحالة.. فهل ستحتمله إذا ما غيّرت عنوانها ووجهتها للسيسى؟ - سأحتمل أى شىء، وأعلم أن رد الفعل السلبى ليس هجوماً على شخصى، بل تصفية حسابات مع الفريق السيسى، ولو وضعت صورة مرسى إلى جوار القصيدة لكنت أصبحت بالنسبة للميليشيات التى تهاجمنى بطل العرب. ■ هل لك أى رد فعل حيال ما حدث من هجوم على شخصك وأسرتك سواء فى الجريدة أو المواقع الإلكترونية وصفحات التواصل الاجتماعى؟ - طلبت من مدير تحرير الجريدة الرد والتعقيب، وهو ترك لى حرية الرد كيفما أشاء، وبالنسبة للمثقفين فى مصر فلم يأتنى منهم رد فعل سلبى، صحيح تلقيت اتصالاً من بعضهم ينصحنى بتغيير بعض الكلمات، بأن تحل «سماؤنا» محل «نساؤنا»، لكننى رفضت وقلت إننى لن أغير حرفاً كتبته، فمقصدى من النساء هى الأرض ومصر المنبتة دائماً، وكلمة حبلى لغوياً لا ضرر فيها، فكلنا حبلى بالأفكار، وليس بمعنى الحمل الفسيولوجى للنساء، والهجوم الذى تلقيته عبر صفحات التواصل فاجأنى من أدعياء الثقافة ومن أشخاص ليس لهم أى رصيد أدبى. ■ إذن لن تتخذ إجراءً قانونياً حيال هذا الهجوم؟ - أدرس الخيارات القانونية وإمكانية التوصل إلى الشتّامين عبر مباحث الإنترنت، لذا لم أحذف تعليقاتهم المسيئة من صفحتى، تركتها لأفضحهم وأفضح زيفهم وادعاءهم وليسهل التوصل إليهم.