جريدة الحياة-الخميس 7 نوفمبر 2013 أثار الملتقى الثاني لتنظيم الأوقاف الذي بدأت فعالياته أمس في الرياض جدلاً واسعاً بين الحضور حول أجرة الناظر التي يأخذها في مقابل نظارته، بين من يعتبرها قليلة ويطالب بزيادتها، أو باهظة ويطالب المحكمة بتقليصها ورد الفائض على مستحقي الوقف. وقال القاضي في المحكمة العامة بالرياض الشيخ حمد الرزين في ورقته التي قدمها خلال الملتقى الذي تنظمه لجنة الأوقاف في «غرفة تجارة الرياض» إن القضاء له دور رئيس في تعيين الناظر وتثبيته وفق رغبته، وأن يجعل للوقف ناظراً بعد مماته أو حين عجزه، لافتاً إلى أن القاضي لا يلزم الناظر بأجرة معينة، لكن من حق الواقف والموقف على القاضي أن يرشده إلى ما يراه عادلاً وخادماً للوقف، فالأجرة الضئيلة تؤدي إلى ضياع الوقف والأجرة الباهظة فيها شيء من الجور على المستحقين. وأوضح الرزين أن للمحكمة دور بارز إذا قل ريع الوقف أو انقطع بالكلية، أو حدث على الوقف أمر طارئ كاختزال بعض أراضيه أو كلها للصالح العام وكان لا بد من إزالته، فهنا يكون الإذن باستبدال الوقف الذي ضعف ريعه أو انقطع بإذن من المحكمة، وتحفظ قيمته في حساب خاص يشرف عليه بيت المال لحين شراء البدل، مشيراً إلى أن قيم العقارات المختزلة للصالح العام تحفظ في الحساب نفسه لحين شراء البدل، وبالإمكان الإذن بإشراك الأموال القليلة المتحصلة من أوقاف عدة في وقف واحد، إذا كان كل مبلغ لا يكفي لشراء بدل، وأنه بالإمكان الإذن للناظر باستثمار المال والمضاربة فيه في عمليات آمنة تأذن بها المحكمة في جملة أحوال يؤخذ منها أن نظر المحكمة للوقف وأمواله نظرة رعاية واهتمام بالغين. من جهته، أكد أستاذ الدراسات الإسلامية في جامعة زايد في الإمارات الدكتور إبراهيم البيومي غانم في ورقة أخرى أن إقرار الشخصية الاعتبارية المستقلة للوقف تسهل مهمات الجهة المنوط بها الولاية عليه أيضاً محاسبياً ومالياً، كما تسهم في تحديد الصلاحيات والمسؤوليات المتعلقة بتلك الجهة، وبما تقوم به من معاملات وعلاقات مع الغير. ومن جانب آخر، استعرض رئيس مجلس نظار أوقاف الشيخ محمد بن عبد العزيز الراجحي بدر محمد الراجحي مسيرة أوقاف الشيخ محمد، والتي بدأت متواضعة إلى أن حققت في عام 2010 أرباحاً صافية بلغت 350 في المئة، فضلاً عن تحقيق أرباح في مجال الاستثمارات العقارية بنسبة 33 في المئة، وتحقيق أرباح في مجال استثمار الأوراق المالية بنسبة 68 في المئة، وتحقيق نمو في أرباح مجال الاستثمار السياحي بنسبة 130 المئة. كما تعد مزارع أوقاف الشيخ محمد بن عبدالعزيز الراجحي من أكبر المزارع على مستوى العالم من حيث عدد النخيل، إذ بلغ عددها أكثر من 250 ألف نخلة تنتج أجود أنواع التمور. ويختتم الملتقى فعالياته اليوم بعقد ثلاث جلسات علمية يقدم من خلالها 9 أوراق لاستعراض التجارب والخبرات في مجال الأوقاف.