خمس مرات يتصدر خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله، وبحسب تصنيف مجلة «فوربس» الأمريكية قائمة الشخصيات العشر الأولى الأكثر تأثيراً في العالم، وهذا أحد الردود على من يضعون المملكة على اللائحة الأسوأ في قائمة أخرى، ورغم رمزية التصنيف إلاّ أنه شهادة من طرف يبني منح ذلك على تقييمات واعتبارات لا تدخل فيها المجاملات أو المحاباة، خاصة وأنها تصدر من دولة غالباً ما تكون بيننا وبينها صداقات محفوفة بالكثير من الخلافات عندما لا تراعي الأسس التي قامت عليها المملكة ورفضها التعامل الذي لا يتصف بالتماثل بالمصالح، لأن القرارات التي تملى من جانب واحد لم تعد قابلة للديمومة في ظل عالم يتطور بسرعات فاقت كل العصور وصارت الشعوب أكثر فهماً ووعياً بما تريد لا أن تستورد الأفكار ومعها التطبيقات التي تصل من جانب بعيد عن واقعنا وتقاليدنا ونوعية تفكيرنا.. الملك عبدالله حقق الكثير في مجالات معروفة على الصعيدين الداخلي والخارجي وتبقى المملكة قيمة كبرى حتى برؤية من لا نلتقي معهم بالعقيدة والتفكير والقياس يأتي من مختلف المؤثرات التي أهلتها لأن تكون رقماً مهماً في مجالات عديدة.. بنفس التزامن جاء منح ولي العهد الأمير سلمان بن عبدالعزيز شهادة الدكتوراه الفخرية من جامعة «سراييفو» للعلوم والتقنية نظير إسهاماته في مجالات العلوم ودعمه المستمر للتعليم والمعرفة بالمملكة وأرجاء العالم، وفق حيثيات هذه الشهادة، وسموه تعرفه سراييفو كيف كان محور الدعم في حربها مع الصرب وكان الرجل الذي لا يقف عطاؤه على الجانب المادي، وإنما المعنوي حتى أن وفود الدولة الصديقة كانت تلتقي معه في تلك الأزمات مراعياً كل الظروف والوقفة الإنسانية مع شعب عاش الاضطهاد والقتل والتهجير، ولعل وفاء الجامعة مع صديق له وزنه يعد تكريماً لصداقة البلدين وعنواناً لديمومة هذه العلاقات وتناميها.. لقد اعتدنا أن نرى شخصيات المملكة القيادية تأخذ حجمها الكبير وهذا نتاج عمل وقيادة ولعب أدوار في مهمات صعبة، وداخل عالم تتداخل فيه الحروب والعرقيات والفصل العنصري وكل تمييز بالحقوق وفي محيط كوني تتآكل فيه العلاقات الإنسانية لتأتي مساهمات المملكة في مختلف الحقول الداعمة للعمل الإنساني شاهداً على فعل لا تماري فيه ليذهب دعمها الصحي والغذائي والتربوي لوجه الله تعالى وحده.. خطوة أن يقدرك العالم بما تفعل أمر إيجابي واعتراف فيه والدور الذي قامت به المملكة نابع من ذاتيتها الخاصة ومبادئها وهي التربية التي زرعها موحد المملكة وكان معلمها وقاضيها، وعندما يرث الأبناء هذه القيم، فإن العبرة أن لا تكون المملكة في قائمة من يسعى إلى عمل إنساني لا يرتبط بشروط سياسية، أو مكاسب معنوية.. وكما نقول دائماً إننا جزء من حزام أممي، ولكنه يعطي دون أن يطالب بمقابل وتلك هي مثلنا وقيمنا العليا.