لم تنته بعد خرافة الرئيس العراقي السابق صدام حسين بأنه لم يمت، وإنما الذي تم إعدامه هو شبيهه بالشكل والهيئة، حتى ظهرت لنا إحدى حارسات الرئيس الليبي المقتول معمر القذافي لتفجِّر خرافة أخرى بأنه لم يقتل وتتحدى من يقول غير ذلك! برغم نقل نهايته المأساوية على جميع المحطات الفضائية الإخبارية! ولست أدرك تبريراً لثقة بعض الناس بآرائهم الغريبة وتمسكهم بمعتقداتهم الهزيلة على مر الشهور والسنين، فقصص اختفاء صدام حسين وليست مقتله تسيطر على بعض العقليات حتى تحوّلت لشبه يقين لدى بعض محبيه، بل إنه بات يُلقب بالشهيد والقائد الفذ رغم حروبه ومجازره الوحشية وضحاياه من شعبه ومن جيران العراق. إن تحويل فئة من المجرمين كنماذج ورموز للفداء والتضحية ليست وليدة العصر ولم تقف عند صدام حسين أو تكتفي بالمرور على معمر القذافي، بل ربما يتجاوز ذلك غيرهما في المستقبل. ومن المأخوذين بسحر البطولات وسر النهايات إحدى حارسات القذافي وهي الدكتورة جميلة المحمودي، الحاصلة على دكتوراه في العلوم السياسية من جامعة الفاتح وهي حارسته الخاصة التي لم تكن حارسة عادية، حيث كان لا يخلد للنوم إلا في حراستها فقط! ولا سيما في أكثر أيام ليبيا توتراً. تقول د. المحمودي: تمَّ القبض على القذافي حياً فلِمَ لَمْ يُسجن؟.. والأهم أنه تم عرض فيديو على إحدى القنوات يُظهر الدم تارة يغطي الجهة اليمنى لرأسه وتارة أخرى على الجهة اليسرى، وهو ما يُشكّل أيضاً علامات استفهام!! وتذهب د. المحمودي في تكهناتها وقوة حدسها لأبعد من ذلك حيث تقول: (القذافي الذي أعرفه لا يخاف من الصاروخ، فأنا أعرف شجاعته وأؤكد للجميع أن من ظهر على الشاشات ليس القذافي، وبصرف النظر عن كل ما سبق، فإذا كان هو القذافي فأين جثته؟.. إنني أتحدى أن يخرج أي شخص ويقول إنه قتله سواء أكان شخصاً أو دولة، فدمه مشكلة كبيرة ويسبب فتنة بين القبائل، فمؤيدوه ليسوا ليبيين فقط. لقد كان ملاكاً مقارنة بهؤلاء البشر)!! ولئن رحل الزعيم الموهوم الذي وصف شعبه بالجرذان ووضع لبلده دستوراً غريباً، فإنه خلّف بعض العقول التي تعيش في أوهام وتخيلات لا وجود لها، وأرجو أن يُكتفى بذلك وتُطوى صفحات البطولات التخريفية ويعيش الناس واقعاً معقولاً ولو لم يكن جميلاً، بدلاً من خيالات وتصورات خاوية!!