احترت في اختيار عنوان لمقال اليوم نتيجة حرصي على ابراز اسم الطالب المخترع الذي فاز بميدالية ذهبية عالمية ولأن الطالب في مقتبل العمر وأمامه مستقبل علمي مشرق إن شاءالله فقد رأيت من المناسب أن يكون اسمه في العنوان تقديرا وتشجيعا وليكون وثيقة يحتفظ بها وتدفعه لبذل جهد أكبر لتحقيق انجازات علمية أخرى. القصة كما قرأت في سبق هي أن الطالب حسين محمد اليامي (15 سنة) فاز بميدالية ذهبية في معرض تايبيه العالمي للمخترعين 2013 عن مشروعة (حلقة ربط لأنابيب PVC البلاستيكية). وعندما عاد الطالب الى أرض الوطن كان في استقباله في مطار نجران مجموعة من الأهالي بمشاركة مدير التعليم وقد شدتني صورة الاستقبال وفرحة الطالب التي عبر عنها بقوله حسب سبق: ان هذا الاستقبال الكبير يحمله مسؤولية كبيرة وحافز له لتقديم الأفضل. لقد تعودنا على استقبال لاعبي كرة القدم في المطارات بعد تحقيق الانجازات واليوم يدخل العلم منافساً ونشاهد لقطات جميلة في المطار ترحب وتشكر وتقدر وهذا مؤشر ثقافي وتحول في اهتمامات المجتمع وتقدير للعلم وتشجيع للشباب ودعم للمواهب. وأجدني أتفق مع مع القراء في تعليقاتهم الايجابية على هذا الخبر ومن ذلك قول أحدهم: يستاهل التكريم والرعاية وتبني فكرته وانتاجها محليا، ويعلق آخر قائلا: (شف لنا حل مع مواصير المجاري اللي كل يوم حافرين لها) وهذا التعليق الطريف له دلالة وعلاقة قوية بقضية العلم والبحوث التي يجب أن تنطلق من احتياجات المجتمع والبيئة وأن تتحول نتائج البحوث والمخترعات الى تطبيقات وحلول عملية. وينصح قارئ آخر الطالب بالمثابرة وتطوير الذات وأن يسير على درب علماء عرب مبدعين استثمروا الفرص التي اتيحت لهم. وهنا أتمنى أن توجد هذه الفرص التي أشار اليها القارئ في بلدنا وأن تتوفر البيئة العلمية المحفزة الداعمة التي تفتح المجال للتطوير والابداع وقد يتفوق الطالب حسين أو غيره على من سبقوه اذا توفرت الظروف العلمية المناسبة. ولأن حديثنا اليوم عن الايجابيات وتعزيزها وتقديرها فلا بد أن نشكر ونقدر مشاركة مدير عام التربية والتعليم بنجران الأستاذ ناصر بن سليمان المنيع ومساعد المدير العام للشؤون التعليمية الأستاذ حسين على آل معمر، ورئيس قسم النشاط الطلابي الأستاذ محمد يوسف آل جريب، وزملائهم في ادارة التعليم في استقبال الطالب الذي يعني له الكثير ويعني أيضا أهمية التركيز على اكتشاف المواهب وتنميتها وتطوير أساليب التعليم بما يتناسب مع المتغيرات والمفاهيم الحديثة. قد يقول قائل إن هذه مسؤولية مدير التعليم والعاملين في ادارة التعليم فلماذا أشكرهم بل ان هناك من يعتفد أن الموضوع عادي جدا ولا يستحق الاهتمام، وأقول إنني انسان أبحث عن الأشياء الجميلة لأبرزها والايجابيات لأعززها واذا كانت المشاركة في استقبال الطالب مسؤولية مدير التعليم – وهذا صحيح _ فقد قام بها خير قيام _ ثم من المهم التذكير بدور الادارة والمدرسة قبل الحصول على الميدالية وقد يكون من المناسب تكريم المدرسة التي يدرس فيها الطالب وعلينا الاحتفاء بالانجازات والطموحات حتى لو بدت في أعين البعض صغيرة.