الحديث عن السوق العقاري لا ينتهي بين حاجة مشتري ورغبة مستثمر وبينهما أمور كثيرة وسلسلة من التعقيدات وكل طرف له وجهة نظر نحو الآخر وغالباً ما تتسم بالسلبية ويشوبها نوع من عدم الثقة وتبادل الاتهامات، ورغم ذلك فالحاجة إلى المنتجات العقارية لا تنتهي ومستمرة وتبقى الأوضاع الاقتصادية ومستوى الدخل هي الفيصل في قرارات الشراء أو البيع. ورغم الهدوء والركود العقاري في معظم دول العالم إلا أن مؤشرات الانتعاش العقاري في المنطقة هو ما احتواه معرض سيتي سكيب دبي الذي اختتم الأسبوع الماضي والذي ظهر بشكل مغاير تماماً عن السنوات الأربع الماضية بعد الأزمة العالمية التي تأثرت منها والاختلاف هو في نوعية الشركات العارضة والمشاريع والمنتجات المتنوعة من وحدات سكنية صغيرة إلى الفلل الفاخرة داخل بيئة سكنية متكاملة الخدمات، والملفت هو الإعلان عن مشاريع جديدة رغم الركود الذي حدث طوال السنوات الماضية. من المؤشرات الإيجابية في تنظيم السوق العقاري في دبي هو الاستفادة من تداعيات الأزمة المالية إيجابياً وتلافي الأخطاء التي حدثت ومن ذلك الحذر من عودة المضاربين للسوق بهدف تضخيم الأسعار والبحث عن الربح السريع. كما أن البيع على الخارطة يتم بحذر وبرقابة صارمة لكي لا يكون هناك أي تعثر بعد جمع الأموال لأنها في حسابات خاصة بالمشروع، وكذلك ضوابط تمويل المشترين عن طريق القروض من البنوك وشركات التمويل. يضاف إلى هذا استمرار الحكومة بتنفيذ مشاريع للبنى التحتية موازية للتوسع في المشاريع السكنية والسياحية والصناعية والتجارية وهذا ما يبحث عنه معظم المستثمرين أو المستهلكين. ومن المؤكد أن الإمارات ستكون الخيار الأول للخليجيين والسعوديين تحديداً في إجازة الحج هذا العام لتوفر المقومات السياحية والتنوع في البرامج الأسرية والموقع الجغرافي وهذا ما يعطيها نوعاً من الجاذبية التي يحتاجها أي اقتصاد في العالم. على المدى الطويل ستكون العوائد المادية والمعنوية كبيرة وستبقي البلد في حالة استثمار دائم لكافة المناشط من هنا تأتي أهمية الاستفادة من التجارب العالمية في تنفيذ المشاريع والبنى التحتية التي تدعم الزائر او السائح والمستثمر، ويبقى ضبط الأسعار عند الحدود المقبولة وضمن قدرة الزائر أو السائح الشرائية وعدم تركها للمضاربين حتى لا تتكرر الأزمة مرة أخرى. نحن أيضا بحاجة إلى الاستفادة من تجارب الآخرين السلبية والإيجابية والتعلم منها في دعم برامج التنمية العامة والخاصة وهذا ما يمكن معرفته من خلال زيارة المعارض والمنتديات والالتقاء بصناع السوق.