أ. د. ياسين عبد الرحمن الجفري - الاقتصادية اكتملت نتائج القطاع المصرفي في السوق السعودية للربع الثالث من عام 2013م، وسنهتم في تحليلنا هذا بمقارنة التوقعات بالواقع، وكذلك تحديد الاتجاهات المستقبلية للشركات، وأثر هذا في اتجاهات الأسعار في السوق السعودية. فالتوقعات المنشورة من قبل بيوت الخبرة استندت إليها السوق في تحديد أسعار أسهم الشركات وصدور نتائج أفضل من التوقعات ومن الأرقام المقارنة؛ سيكون لها الأثر الإيجابي نظرا لأن المتداول استند إلى أرقام أقل في تحديد السعر، والعكس صحيح. لا شك أن صدور النتائج وإعلانها يُسهم في إعادة ترتيب الأوراق بالنسبة للمتداولين، ومراجعة أسعار الشركات في السوق حسب اتجاهات النتائج. المتغيرات المستخدمة تم استخدام التوقعات للربحية وذلك للربع الثالث من عام 2013م لبيوت الخبرة المالية، مع مقارنتها بنتائج الربع الثالث لعام 2012م، كما تمت مقارنة الربع السابق والربع المقارن لتحديد الاتجاهات المستقبلية. أداء القطاع والتوقعات القطاع المصرفي ككل حقق 7.41 مليار ريال للربع الثالث، في حين يشير متوسط التوقعات لبيوت الخبرة إلى أن القطاع سيحقق 7.69 مليار ريال، وبالتالي حَقّق القطاع المصرفي نتائج أقل مما هو متوقَّع حسب متوسط التوقعات لبيوت الخبرة، أي تراجع بنحو 3.6 في المائة. واستطاع القطاع أن يُحقِّق نتائج أفضل من الربع المقارن (المماثل في عام 2012م) بنسبة نمو 6.98 في المائة، لكن حقَّق نسبة نمو سلبية مقارنة بالربع السابق (الربع الثاني عام 2013م) بلغت 7.69 في المائة. والتراجع في النمو المقارن حدث في كل من "الراجحي"، و"الاستثمار"، والتراجع في النمو عن الربع السابق في كل من "الراجحي"، ومجموعة سامبا، و"ساب"، و"الفرنسي"، و"العربي"، في حين حققت المصارف الباقية نموا إيجابيا. وهذا الوضع يعكس تحسنا في أداء بعض المصارف وتراجعا في البعض الآخر، خاصة المصارف الكبيرة، فمصارف مثل "الرياض"، و"البلاد"، و"الجزيرة"، و"الإنماء"، و"الهولندي" حققت نموا إيجابيا. أداء شركة الرياض المالية غَطّت شركة الرياض المالية بتوقعاتها عشرة مصارف، ولم تغطِ بنك الرياض، وهي من أعلى الشركات تغطية للقطاع المصرفي، وتجاوزت توقعاتها الأداء في خمسة مصارف، في حين كانت أقل في خمسة مصارف؛ ما يجعل معيار النجاح فيها 50 في المائة. أداء شركة هيرمس غَطّت الشركة عشرة مصارف من بين 11 مصرفا، ولم تتم تغطية مصرف الإنماء من قِبلها، وتعد أيضا من أعلى الشركات تغطية للقطاع المصرفي، وتجاوزت توقعاتها أداء أربعة مصارف، في حين كانت أقل في ستة مصارف؛ ما يجعل معيار النجاح فيها 60 في المائة. أداء شركة بخيت غَطّت شركة بخيت ستة مصارف من بين 11 مصرفا، وتعد من الشركات الأقل تغطية مقارنة بالشركات الأخرى، ولا يماثلها في التغطية سوى "الاستثمار كابيتال"، وتجاوزت توقعاتها أداء خمسة مصارف، في حين كانت أقل في مصرف؛ ما يجعل معيار النجاح فيها 16.67 في المائة. أداء شركة الاستثمار كابيتال غَطّت شركة الاستثمار كابيتال ستة مصارف من بين 11 مصرفا، وتعد من الشركات الأقل تغطية مقارنة بالشركات الأخرى، ولا يماثلها في التغطية سوى شركة بخيت، وتجاوزت توقعاتها أداء ثلاثة مصارف، في حين كانت أقل في ثلاثة مصارف؛ ما يجعل معيار النجاح فيها 50 في المائة. أداء شركة كسب غَطّت شركة كسب سبعة مصارف من بين 11 مصرفا، وتعد من الشركات الوسط تغطية مقارنة بالشركات الأخرى، وغَطّت أكثر من "الاستثمار كابيتال" و"بخيت"، وتجاوزت توقعاتها أداء ثلاثة مصارف، في حين كانت أقل في أربعة مصارف؛ ما يجعل معيار النجاح فيها 57 في المائة. أداء "الأهلي كابيتال" غَطّت شركة الأهلي كابيتال عشرة مصارف من بين 11 مصرفا، وتعد من الشركات الأعلى تغطية مقارنة بالشركات الأخرى، ولا يماثلها في التغطية سوى "الرياض" و"هرميس"، وتجاوزت توقعاتها أداء ثلاثة مصارف، في حين كانت أقل في مصرف؛ ما يجعل معيار النجاح فيها 70 في المائة. مسك الختام هناك تفاوت في الأداء، ولا شك أن أداء الربع الثالث ساهم في تحسن الأداء لعام 2013م مقارنة بعام 2012م، وإن كان هناك تراجع ربعي. التوقعات كانت جيدة في بعض الشركات المالية مقارنة بالبعض الآخر، ومن المتوقع ارتفاع أسعار أسهم الشركات التي تحسن أداؤها وكان بمثابة المفاجأة السارة.