أبدع السعوديون في "تويتر"، بالدخول في كل قضية تمس أي دولة في العالم، أو تمس أي مجتمع! من مصر، إلى لبنان، إلى آخر أصقاع الأرض! ومن الطريف أن ساخراً سعودياً، قال لمصري عّلق على مداخلة سعوديين عن اعتصامات رابعة في القاهرة ما الذي أدخلك في شؤوننا؟! لاشك أن حرية الرأي من حق كل أحد، هذا الحق، مكفول في الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، لكنني سأتناول مفارقة ترك قضايانا التي نعيشها نحنُ، والانشغال بالقضايا التي يعيشها غيرنا؛ قريباً كان أو بعيداً. يسهل على الإنسان تناول أي قضية بعيدة، والغريب غير عارفٍ بالخفايا، لهذا نجد البعض يُغرد عن ثورة 30 يونيو، ويطالب بإعادة نظام مرسي، وكأن البلد بلدهم، وكأنه مولود في شارع طلعت حرب، ومترعرع في المقطم، ومفطوم من ثدي إحدى سيدات الحسين! في حوارٍ مع الرئيس المصري المؤقت، عدلي منصور، نُشر في "الشرق الأوسط"، أجراه الزميل د.عادل الطريفي، أكد أن:" القرار السياسي المصري مستقل تماماً، وهو يضع في اعتباره المصالح المصرية أولاً وأخيراً. إن من أهم مكتسبات «ثورة 25 يناير»، التي أكدت عليها «ثورة 30 يونيو»، أن الشعب المصري رافضٌ تماماً بأن يربط قرارات بلاده السياسية بأي عامل آخر، باستثناء مصالحه العليا، الحالية والمستقبلية". رابطاً مشكلة مصر الاقتصادية الصعبة، ب " الحاجة إلى الوصول لاستقرارٍ أمنيٍ يُمهد لإعادة إطلاق النشاط الاقتصادي". الرئيس المصري يتحدث بوعي عن مصلحة بلاده، فمصر أدرى بِشعِابها، لكن البعض ينسى أن يناقش مشكلاته في التطرف، والعنف، والإلغاء والعنف، الرمزي، أو اللفظي، ليتفرغ ويناقش الرئيس المصري برؤاه، أو ليطالب الجيش المصري بإعادة مرسي للحكم، في هذيان واضح، وتدخل سافر! *بآخر السطر، مشكلة الأصولي أنه لا يؤمن بالوطن، بل بالأمة، وبالتالي يتدخل في قضايا أي بلد، فيحرجون أنفسهم وحكوماتهم، وينسون مصائبهم الداخلية، وقبل ذلك صلاح ذواتهم! نحب مصر كثيراً، وهي في قلب كل عربي، لكن أبناءها أدرى بشؤونهم، فدعوها لهم..