الأسبوع الماضي، رحل إلى رحمة الله، رجل الاعمال السعودي، سليمان بن عبدالمحسن أبانمي، عن عمر يناهز 88 عاماً، إثر صراع مع المرض. كثير من الجيل الشاب، لا يعرفون قيمة سليمان أبانمي، إمبراطور المال والأعمال، الرجل المؤثر، في عالم الأسهم والعقار، الذي بنى ثروته من الصفر، بكفاح شخصي، ومثابرة، وصبر، وجدّ. فقد بدأ حياته المهنية عامل بناء، فبائع ساعات، ثم ولج عالم العقار، حتى أن حي السليمانية، أحد أكبر أحياء العاصمة السعودية، الرياض، سُمي باسم الراحل، لأنه كان يملك الأرض، ثم خططها، وباعها. لم ينسَ سليمان أبانمي، في خضم تحقيقه الانتصارات الشخصية، والنجاحات المهنية، أن عالم الأعمال، لا يمكن أن تتحقق فيه النجاحات المتواصلة والطويلة، إلا بالصدق، والأمانة، والكلمة الصادقة، والالتزام بذلك، هو رأس المال الحقيقي لكل إنسان، وبخاصة لكل من يزاول العمل بالتجارة. كما لم ينس أبانمي، أن مساهمة الإنسان في بناء مجتمعه ضرورة، وواجب، ولذلك تبرع رحمه الله، بملكية آلاف الأسهم في شركة ينساب، لصالح الأيتام، قبل عشر سنوات. رحيل قامات الكفاح، خسارة، لا لأهلهم فقط، بل لكل المجتمع. نسأل الله أن يعوض في عقبه عنه خيراً. بآخر السطر، لفتني في إعلان نعي الفقيد، التركيز بعد الإشارة إلى وفاة سليمان أبانمي، إلى أنه زوج موضي صالح المسفر، ووالد: سلطانة، محمد، أمل، مي، وليد، رهام، يزيد، ريم. وهي بادرة حضارية من العائلة، عندما أبرزت رفيقة الكفاح، زوجته، فالزوجة دائماً أكثر الناس ألماً على فقد الحبيب. ثم رتب الأبناء بحسب أعمارهم بداية بالبنت الكُبرى، وهو تحضر تُشكر عليه العائلة، ولا ريب أنه نتاج بذر الفقيد، غفر الله له.