تعيد فكرة تأسيس الدولة الإسلامية في العراق، والشام، والتي تعتبر امتدادا لتنظيم القاعدة في العراق، إحياء لفكرة تشكيل إمارات إسلامية، ولو بشكل رمزي. وإقامة دولة الخلافة الإسلامية في المناطق التي تتم السيطرة عليها، وتحقيق الشعار الذي يستخدمه عناصره على مواقع التواصل الإلكتروني، وهو : " من إقليم ديالى في العراق إلى بيروت "، ضمن إيقاع التعبير السياسي المفروض من أجندات الخارج. تحول عن تنظيم القاعدة الأصل تنظيمات متعددة؛ لتحصل القاعدة على قواعد خلفية في عدد من دول المنطقة، وببدائل أسوأ، تسوقها في مزيج بائس من انتهازية سياسية، ونزعات أيديولوجية ضيقة، كان أبرزها - مع الأسف -، ظهور ما يسمى " الدولة الإسلامية في العراق والشام " - منذ عام 2006 م -، بمشروعه الخطير، ونمطه الاستبدادي العنيف، والمتربع على كل المساحات التي يتواجد فيها. ولعل مكمن الخطر فيما يسمى بالدولة الإسلامية في العراق، والشام، تبنيه لفكرة العنف، وإطلاق عمليات إرهابية، - كان من آخرها - قتل أبي عبيدة البنشي - القيادي في الجيش الحر -، والذي يعمل في مجال الإغاثة، والمجالات الإنسانية؛ ليشكل الاغتيال خطوة في حلقة تجاوزاته بحق أهالي هذه المنطقة، وظهور تقاطعات، ومشاكل عميقة في المستقبل القريب؛ ليزيد الصورة قتامة، والمشهد بؤسا. إن التبعات الكارثية لتأسيس هكذا تنظيم، هو في الحقيقة يخدم النظام الدموي في سوريا، ويشرع الأبواب أمام احتمالات سلبية، أبرزها : إقامة مخطط قاعدي إرهابي، يحاول بسط نفوذه في المنطقة، بعد أن أصبح أشد أجنحة تنظيم القاعدة تطرفا، ويكون لاعبا أساسا على ساحة القتال، وإنشاء نظام يتماشى مع أجندة المجموعة الإرهابية المتشددة. بل إن التنظيم يسعى إلى استغلال الفراغ السياسي، والأمني؛ من أجل تنشيط عملياته، وتناسل خلاياه التنظيمية، والبيئة السياسية، والاجتماعية العربية، كما يفسره - الأستاذ - جاسم محمد؛ لتبدو مهيأة لصعود التيار الديني. والتنظيمات الجهادية المحلية، أكثر من تنظيم القاعدة المركزي، واحتمال اتخاذ دور الإسلام السياسي " المعتدل " في التغيير، باعتباره تنظيما أيدلوجيا منظما، يملأ الفراغ السياسي، ويقاتل في سوريا، ودول أخرى بالوكالة عن أمريكا، والاتحاد الأوربي. ورغم تراجع، وضعف شبكة القاعدة تنظيميا؛ لكنها - كانت وما تزال - نسبيا أكثر انتشار أيدلوجيا؛ لتتحول إلى أيدلوجية متطرفة، يغلو بقتل من يخالف فرض خلافته الإسلامية الافتراضية؛ ليتحول إلى تنظيم يزيد من فرقة المذاهب الإسلامية، ويحلل قتلها، ويزيد من عداء الغرب للإسلام، وللمسلمين؛ وليتحول إلى مجموعات قتالية، تقاتل بالوكالة عن القوات الأمريكية. وهذا ما يمكن اعتباره انحرافا كبيرا في إستراتيجيته التأسيسية، التي تبناها الجيل الأول من القاعدة. بقي القول : إن مشهد تلك التنظيمات القاعدية، أصبح أكثر تعقيدا بتأسيس خلافة عابرة للحدود، تؤمن بالأيديولوجية العالمية لتنظيم القاعدة. الأمر الذي سيزيد من الارتباك العام، والتعقيد في المشهد السوري، بعد أن يتم اتخاذ تلك التنظيمات فزاعة؛ لإطالة أمد الأزمة، وإبادة الشعب السوري؛ ولتكون وجها آخر للإرهاب.