النمو السكاني بالمملكة يعتبر هو الأعلى في العالم ويقارب 3%، وهذا معدل يعتبر أعلى من معدل النمو الاقتصادي الكلي. ووفق هذا المعدل نعتبر في مرحلة "الأزمة" بحيث النمو التنموي في المملكة أقل من الطلب القائم ناهيك عن الطلب السنوي الاعتيادي، وهذا نقصد به "المستشفيات، السكن، المدراس، النقل، المطارات، الجامعات ... " وغيرها الكثير وحين نفتش عن ماذا يتم من تخطيط نلحظ أننا لم نغطّ الطلب القائم مثال "السكن، والصحة" وهنا نسأل ماذا عن الطلب السنوي المتزايد؟ فهو يراكم الحاجة وتزيد سنوياً، وحين نبحث عن السبب نجد الأول سوء تقدير الحاجة للخدمات وتوقعاتها، وهذا يأتي من التخطيط والبناء الاستراتيجي للمستقبل، والأمر الآخر هو كبر حجم الأسرة السعودية والتي اصبح المتوسط لها ستة أفراد، وهذا يشكل عبئا كبيرا كسكن وتعليم وصحة وتربية وغيره وهذا يضع متطلبات كبيرة على سكن بمواصفات كبيرة وواسعة وتعليم ومقاعد دراسية وماذا يحدث عن سرعة النمو السكاني لا أحد يتحدث عنه. الكثير يرى أن الحديث عن النمو السكاني انه من المحظورات باعتبار أن ديننا الحنيف يؤيد هذا النمو وباحاديث لنبينا محمد صلى الله عليه وسلم، ولكن يجب أن ننظر لجانب "القدرة" على الصرف والحياة الكريمة والتربية والعناية، ولا نقول ان "لن يموت من الجوع" فالقياس ليس أكلاً أو شرباً، بل ماهي النتيجة النهائية بحيث يكون عنصر إضافة في مجتمعه، ومفيداً ويقدم إيجابية، قضية الأسرة للجيل الجديد اصبحت محل اهتمام ونجد حسابات يتم وضعها الآن مع الجيل الصاعد الأكثر تعليما واهتماما في جانب التربية والسلبيات التي قد تحدث بسبب كبر عدد الأسرة فمن يربي ويهتم بعدد 3 أفراد ليس كمن يهتم ويربي عشرة وخمسة عشر ابنا وبنتا. لست بصدد هنا توجيه المجتمع ماذا يفعل، أو كم ينجب، فالحرية للجميع ولن يصدر قانون يجرم ويمنع وهذا منطقي وصحيح، ولكن الصحيح والمنطقي أن نهتم ماهي المخرجات في النهاية ماذا تضيف وألا يهمل هؤلاء الأولاد أو يعيشون الفاقة، وهذا هو مصدر الخوف والريبة حقيقة. يجب أن يكون لدى "المخطط" أن سكان المملكة يحققون نمواً عالياً جداً، لا يوازي حجم النمو الاقتصادي، ومع تعثر كثير من خطوات توظيف هذه الطاقات التي يفترض أن يكون عامل دعم وقوة اصبح عبئا، وأيضاً النمو السنوي، يجب أن نقدر هذا التدفق السكاني الكبير، والذي لا يوازي ما يتم نمو في الخدمات والحاجات، حتى لا نصبح طوال سنوات قادمة نسبح في فلك تحقيق الوفر السكاني والصحة وغيرة وفي النهاية نصل لطريق مسدود. أن نضاعف النمو ونزيد التوعية السكانية وهذا هو حجر الزاوية المهم.