البكاء وسيلة للتعبير عن الحزن والغضب .. وهو طريقة مثلى للإحساس بالراحة والاسترخاء .. بل هو بمثابة صمام أمان ضد الاكتئاب .. فلا تحاول المرأة أن تمنع دموعها من أن تنزف ولا تحاول السيطرة على رغبتها العارمة في البكاء، لأن ذلك يعمل على إعاقة تدفق هرمون "أندروفين" المختص بنشر الإحساس بالسعادة داخل أعضاء الجسم .. وينجم عن نقص تدفق هرمون "أندروفين" إصابة المرأة بالاكتئاب وبالضعف في مناعة جسمها، فيصبح عرضة لمهاجمة الأمراض خاصة أمراض سرطان الثدي. فالبكاء ليس عيباً ولا ضعفاً بل هو وسيلة للتخلص من التوتر والألم والشد العصبي .. ولأن البعض يشعر بالحرج والخجل من البكاء أمام الآخرين فقد لجأت بعض دول الغرب إلى تخصيص أماكن للبكاء .. يذهب إليها مَن يشعر بالحاجة إلى تفريغ شحنة غضب أو حزن دون أن يتطفل عليه أحد. أندية البكاء يتم فيها عرض أفلام سينمائية حزينة وأفلام تسجيلية ووثائقية تصور أحداثاً مأساوية حقيقية، وتتم إذاعة أغاني الفراق والهجر والحب المستحيل لمساعدة رواد النادي على البكاء. صيحة البكاء هذه وصلت إلى "اليابان"، إذ تقوم بعض المكتبات العامة بتخصيص أقسام لكتب يطلق عليها (كتب البكاء) وهي كتب يقبل عليها الشعب الياباني بشدة. ومن "اليابان" إلى "الولاياتالمتحدةالأمريكية" حيث قامت بتخصيص مواقع على شبكة الإنترنت العالمية لغرض (البكاء)، ويتردد على هذه المواقع الإلكترونية 12 مليون شخص لمشاهدة القصص الحزينة والمناظر المأساوية المؤلمة. هذا الاتجاه الغريب نحو البكاء يرجعه أصحابه إلى أن معظم أفراد المجتمع لا يتمتعون برفاهية البكاء .. ففي أماكن العمل غير مسموح بالبكاء .. وفي المنزل يخشى الآباء والأمهات أن يراهم الصغار وهم يبكون فيصابون بالقلق .. كما أنه ليس من المألوف أن يمارس شخص البكاء في الأماكن العامة والمواصلات والمراكز التجارية أمام الآخرين. أعتقد أن الدموع متوافرة لدى الجميع .. وكل ما على الإنسان أن يختلي بنفسه لبعض الوقت ويبكي كما يشاء .. على اعتبار أن البكاء علاج سهل وغير مكلف. همس الكلام: "يداوي كل الجراح .. العمل"