المطالبة بزيادة الرواتب التي مازالت متفاعلة في مواقع التواصل الاجتماعي وحدت السعوديين على اختلاف تياراتهم كما لم يوحدهم مطلب آخر، الجميل في هذا الوسم الذي بدأ في تويتر قبل أيام تحت عنوان: " #الراتب_مايكفي_الحاجة "انه انطلق من الأبناء (المواطنون) لوالدهم (خادم الحرمين الشريفين) وكأنهم يقولون: بعد الله ما لنا غيرك ياخادم الحرمين الشريفين، تماماً كما أي طفل في منتهى الأدب يقول لأبيه: يا أبت المصروف لا يكفي، كل شيء ارتفع سعره، الغلاء وحش غاشم، والتجار إلا من رحم الله متوحشون يحملوننا كل زيادة حتى قبل أن تفرض عليهم من بلد المصدر ! ولا غرو أن تأتي هذه المطالبة والمواطنون على أرض الواقع يعانون نمو التضخم الذي بات يأكل نصف الراتب وأكثر، ايجارات الشقق السكنية ارتفعت، أسعار المواد الغذائية تضاعفت، وقبلها أسعار السيارات، وكل شيء في ارتفاع؛ بما في ذلك حليب الأطفال، ولوازم الأسرة المتنوعة، ومطالب الحياة اليومية ! هناك من يتخوف من هذه الزيادة لو أقرت وكأنه يقول جشع التجار لن يدعها تستقر في جيوبنا، لكن هذا القول مجانب للصواب، لأنه اتهام مضمر لعجز الدولة عن تطبيق النظام، وحماية المستهلك من جشع التجار، وما بدأه وزير التجارة د. توفيق الربيعة المهتم بحاجات رجل الشارع لو دُعِمَت وزارته بالأعداد الكافية من المراقبين القادرين على مراقبة الأسواق فسيقضى على مظاهر الجشع بسهولة . عدد تغريدات وسم #الراتب_مايكفي_الحاجة تجاوزت ال17 مليون تغريدة وفقاً لما نشرته جريدة الاقتصادية يوم الجمعة 17 رمضان، ولا أدري كم ستصل حتى نشر هذه المقالة ؟! الناس تريد زيادة الراتب لتستعيد ابتساماتها الهاربة، ولتخفف من ضغوط الحياة الصعبة، ولتحيا حياة كريمة بلا عَوز ولا استجداء، وهذا ما لن يتحقق إلا بزيادة مجزية، ورقابة صارمة على الأسواق، لأن الله يزع بالسلطان مالا يزع بالقرآن !