من حق الباحث حسن فرحان المالكي كما يسمي نفسه أن يعتنق المذهب الذي يشاء طالما لم يتجاوز حدوده في التعامل مع الآخرين أو يسيء لمعتقداتهم، أو ثوابتهم، أو رموزهم، وما ينطبق على ابن فرحان ينطبق على غيره في كل زمان ومكان، وكل حر في قناعاته ""فلا إكراه في الدين""، لكن أن يمتطي المالكي مطية الدين ويتفرغ لتتبع الخلافات المذهبية، ثم يجلد أمة بكاملها بألوان من الاتهامات والتفسيق والتبديع، فهذه واحدة من الظواهر التي يحار المرء في تفسيرها. ولو رجعنا إلى الخلاف بين الأمة السنية والطائفة الشيعية القديم المتجدد، لوجدنا أن له مزايديه ومريديه وعشاقه الذين يجعلون منه في كثير من الأوقات جسرا لتحقيق المكاسب السياسية ولكل فريق متحدثون، ومفتون، وكتاب، وشعراء، يتحاورون أحيانا ويتناظرون أحيانا، ويغرقون في أوقات شتى في وحل الطائفية الآسن ليصلوا إلى التحريض والقتل على الهوية وغيرها من المناظر المؤسفة التي تحزن العقلاء. والقضية لا تكمن فقط في الذين يختلفون معنا؛ لأن القناعات معلنة، والوجوه معروفة، لكن اللافت للنظر أن يكون من بيننا من لا ينتمي إلى أمتنا ويتحدث باسمنا، ويتخفى خلف ألف قناع. وحسن فرحان المالكي أحدهم، أمضى عمره يوجه طعناته من خلف قناع خفي ضد كل ما هو سني، ناذرا نفسه ليكون منفذاً للأجندة الصفوية بكل ما فيها من مغالطات تاريخية، ومكر سياسي، وظل يردد أنه سني حر، لتكشف كتبه ولقاءاته الإعلامية، ومواقع التواصل الاجتماعي عن طائفية بغيضة، وأفكار موغلة في العدائية والتشفي، ولا تخلو مفرداته من النواصب والبكريين، والعمريين، والوهابيين، ليصل به الأمر إلى تمجيد ""الخميني"" وبشار الأسد علنا"". ومن وسط الأمة التي يزعم انتماءه لها لا يكف المالكي عن بث مزيد من الأفكار التي تتفق مع الأهداف الصفوية، فهو لديه تعريف خاص لكل شيء: التوحيد، الشرك، الجهاد، الغلو، العدل، الصحابة، التاريخ. الحقيقة، إلخ. وهذه المفردات والتعريفات وما تحمله من نفس طائفي معروفة بمصادرها، وعرابوها عبر التاريخ، وليست محيرة لي بقدر حيرتي لماذا يلجأ حسن فرحان إلى هذه الأساليب الرخيصة؟ لماذا يراوغ ويناور ليمرر أفكار الطائفة الأخرى باسم الأمة التي يتقمص دور بنائها، ولا يريد الانتماء لها؟ لماذا لا تعلن بوضوح أنك شيعي الانتماء والمذهب؟ فلن يجبرك أحد على تغيير مذهبك، ولن يقتلك أحد على هويتك أو يحرمك من حقوقك كما يحدث لدى الآخرين. سنحاورك ونناقشك، ونختلف ونتفق معك كما يحدث مع الآخرين تماما، لكننا لا نقبل أن تمارس هذا التذاكي، تتحدث في كل محفل باسمنا، ثم تجلدنا بسياط أفكارك، وتزعم قدرتك على إعادة قراءة التاريخ، لتتلذذ بمزيد من الجدل ومخالفة السائد! ماذا أبقيت يا رجل؟