محمد بن عبدالله المشوح - عكاظ السعودية من المؤكد دوماً أن قرب المسؤول سواء كان وزيراً أو من دونه من ذوي المسؤوليات والأمانات من المواطن ومواطن الحدث هو الأقرب لصحة القرار وسرعته ومتى ما كان غائباً تأخر القرار وتراكمت المشكلات. مشكلة النقل المؤرقة للمدينتين الكبيرتين الرياضوجدة والتي جاءت قرارات خادم الحرمين الشريفين التاريخية بالاعتمادات المالية الضخمة لمشروعي النقل فيهما عبر القطارات ومسارات النقل الأخرى هي بلا شك سوف تخفف كثيراً من هذه المشكلة المتفاقمة . إلا أن ثمة حلولا عاجلة نظراً لكون المشروعين يحتاجان إلى وقت طويل للدراسة ثم التنفيذ، المهم في نظري أن مشكلة الشاحنات ذات النقل الكبير التي تتراكم خصوصاً في الطريق الدائري الشرقي لمدينة الرياض في منظر ومنظر بشع لا يمكن تحمله. والسبب كما هو معلوم أن تلك الشاحنات المملوءة بالبضائع والمواد المصنعة في الغالب محلياً تخرج من المدينة الصناعية وتلتحم بالطريق الدائري وبسيارات المواطنين المتراكمة أصلاً والتي لاتحتاج إلى مزيد زحام. والأمرّ والأقسى من ذلك أن تلك الشاحنات تنطلق عصر ومساء كل يوم ثم تقف على جانبي الطريق والأرصفة في الطريق الدائري الشرقي لتفسد الأرصفة و أذرع الطريق التي كانت مهيأة لتكون مساحات خضراء ثم دمرت وقضي عليها من تلك الشاحنات وأولئك السائقين. أتمنى من معالي وزير النقل أن يبادر هذا المساء إلى الذهاب للطريق الدائري ليشاهد منظراً لا يليق بمدينة عادية فضلاً عن عاصمة أنيقة هامة كالرياض، وكان بإمكان وزارة النقل التي بادرت بعد وقوع كارثة الغاز إلى إصلاح فوري وعاجل للجسر هناك أن تبادر كذلك إلى إيجاد طريق خاص لتلك الشاحنات فتنطلق من طريق الخرج -المدينتين الصناعيتين الأولى والثانية- ليصل بطريق الدمام وطريق القصيم من غير المرور على هذا الطريق المزدحم أصلاً. ومثل ذلك في جدة التي تحتاج إلى طرق خاصة أخرى لتلك الشاحنات خصوصاً في الطرق الرئيسة، ومن المؤكد أن ضعف البنية للطرق والأسفلت كذلك لا تستحمل تلك الشاحنات الأخرى التي تؤذي المواطنين في دخانها وطرقها والبيئة العامة للمدينة. ومن هنا فإني أوجه نداء آخر لسمو أمير منطقة الرياض وسمو نائبه أن يحلا مشكلة تلك الناقلات والشاحنات فليس الحل هو تكدسها لما بعد الساعة الثانية عشرة ليلاً وتقف مصطفة في جانبي الطريق مبرزة مشهداً مؤذياً لسكان العاصمة وأهلها فضلاً عن الأخطار المحدقة من جراء وقوفها وسائقيها. ومن المشاهد أن جميع مدن دول العالم لا يمكن أن ترى فيها تلك الأرتال الضخمة من الناقلات والحاملات بل لها طرق خاصة بإمكانها أن تنصرف إليها، ومن الآثار السيئة لمرور تلك الشاحنات في الطرق الرئيسة داخل المدينة فساد وخراب البنية الأسفلتية لتلك الطرق ومن يشاهد طرق الأسفلت لدينا ويقارنها ببعض المدن الأخرى يلحظ البون الشاسع والتهالك السريع لتلك الشوارع لدينا، ولعل من أسباب ذلك إضافة إلى سوء التنفيذ وضعف الرقابة على المشاريع هي تلك الشاحنات التي أفسدت الجو البيئي للمدينة إضافة إلى الآثار السلبية الأخرى. إن الحالة والوضع لا يمكن تحمله لمن يشاهد هذا المنظر المؤذي كل مساء في الأرض، والدولة وفقها الله هدفها الرئيس دوماً خدمة المواطن ومصالحه، والإمكانات التي لدى وزارة النقل والميزانيات الضخمة جميعها تسهل سرعة التدخل لحل هذه المشكلة. كما أنه آن الأوان للوزارة بسرعة التفكير بوضع حلول عاجلة وفاعلة لمشكلة الصيانة للطرق السريعة التي هي الأخرى أنهكتها تلكم الشاحنات والناقلات الكبرى.