من حين لآخر تظهر إحصائيات يقال إنها نتيجة لدراسات عن المرأة السعودية وتشير إلى نسبة البدانة عن المرأة هنا. ربما كانت آخر نسبة إن لم تخني الذاكرة تصل إلى 45% ومثل هذه النسبة ستكون غالبا واضحة وظاهرة لكل من ينظر إلى المرأة في مواقع كثيرة. لا أدري إذا كانت تلك النسبة محصورة في مدينة ما. ولكن الذي أعرفه أن تلك النسبة تبرز أمامي في كل مكان يزدحم بالفتيان والنساء بما فيها المطاعم والحفلات. وأكثر ما أتذكره عندما أمرُّ بين الطالبات في الجامعة وفي أكثر من كلية فلا أرى إلا رشاقة تغطي على ما سواها من الامتلاء أو البدانة التي هي بالفعل نادرة وفي تقديري أنها لا تزيد عن 1%- وهذه حقيقة تتضح لكل من يتابع ويلاحظ بدقة ولا أظن أن النسبة تزيد كثيرا اذا طبقنا تلك المتابعة على النساء ما بين 45-60 سنة فقد ترتفع قليلا الى 5 أو 10 بالكثير فمن أين جاءت تلك النسبة المخيفة. والتي تحمل علامة استفهام وتعجب رسمها للتأكد من صحة تلك الأرقام التي لا نعرف مصدرها وأكثر ما يزعجني لو كانت مجرد اجتهاد صحفي لا محل له من الصحة. لأن العكس هو الصحيح وهو ما يلاحظ بسهولة ويسر فقد لاحظته زميلة عربية قدمت الى المملكة من عام واحد فقط ولكنها تساءلت قائلة: ما سر رشاقة المرأة السعودية التي لاحظتها هنا. هل هي وراثة ام أن هناك اجتهادا للحصول عليها بالحمية والرياضة؟ والغريب أن طبيعة الحياة هنا تساعد على البدانة أكثر من الرشاقة فأنتن تعتمدن على الخادمة المنزلية وفي الوقت نفسه لا تمارسن المشي بكثرة فتنقلاتكن لا تتم إلا بالسيارة حتى من مكان لآخر لا يفصل بينهما سوى بضع مئات من الأمتار وليس الكيلوات!! المؤسف أن كل سيئ وجد أو مخترع يلصق بالمرأة السعودية وكل الحسنات تدس وكأنها وصمة لا يريدون الجهر بها.. والمؤسف أكثر وأكثر أن بعض النساء يشاركن في كل ذلك وفي تثبيت ما هو ثابت ومسلم به في عقول بعضهم عن المرأة عامة والسعودية خاصة. هذه نظرة امرأة غير سعودية حديثة عهد بالمجتمع والنساء فيه ومع هذا ترى ان الرشاقة هي الصفة الغالبة والبدانة ندرة. أعتقد أن تلك الدراسات لا تحظى بالكثير من الدقة هذا إذا سلمنا بوجودها أصلا. ولا أدري ما الهدف من ذلك؟! ولا يخفى أن تلك الحملات التافهة التي تعمد إلى رسم صورة سيئة عن المرأة السعودية وللأسف من صنع أبناء الوطن الرجال منهم والنساء عندما يسمحون بتمرير تلك السخافات عبر كل الأجهزة. وهي غالبًا تتعلق بالشكل وبعض اهتمامات المرأة في الوقت الذي تغيب فيه حسناتها الجوهرية والشكلية. قالت لي يوما إحدى الأخوات الخليجيات: (إن أكثر ما نخشاه على رجالنا هو تميز المرأة السعودية قلبا وقالبا..) ولكن المؤسف أن كل سيئ وجد أو مخترع يلصق بالمرأة السعودية وكل الحسنات تدس وكأنها وصمة لا يريدون الجهر بها.. والمؤسف أكثر وأكثر أن بعض النساء يشاركن في كل ذلك وفي تثبيت ما هو ثابت ومسلم به في عقول بعضهم عن المرأة عامة والسعودية خاصة وأكثر ما يغيظني لو سمعت عربيا أو عربية يقول: بأسلوب فيه الطبطبة البلهاء الشيء الكثير عندما يقولون: المرأة السعودية تطورت!! أتدرون لماذا؟ لأن إعلامنا هو الذي أظهر لهم صورة مهزوزة وضعيفة والعكس هو الصحيح.