فاصلة: (أن يرى المرء ذاته يعني أن يكون بعيد النظر) - حكمة صينية - لست مع نظرية المؤامرة، ولا أجد نفعا من ترديد أن الغرب مشغولون بنا في إعلامهم متربصون بمشكلاتنا، لكن من المهم أن يكون لدينا الوعي الكافي بأن الصورة المتشكلة عن العرب والمسلمين عامة وعن المجتمع السعودي خاصة ليست هي الصورة الحقيقية، لذا نحن معنيون بتشكيل صورتنا الحقيقية في إعلامنا وفي الإعلام الغربي. إن وجود صورة نمطية أو مشوهة عن شعب ما في وسائل إعلام شعب آخر من شأنها أن تولد الكراهية وتعزز من الفهم السيئ لثقافة الشعب الضحية. ووجودنا في إطار الضحية حيث يتحدث عنا بعض الإعلام الغربي بما لا يمثلنا لا يخلي مسؤوليتنا في إحداث النتيجة، حيث يتم تحليل قضايانا ومشكلاتنا وأحداثنا حتى الإيجابي منها بطريقة أيا كانت أسبابها فالنتيجة تكريس صورة نمطية للمجتمع السعودي. أتساءل ماذا عن الأبحاث التي تقدم عن صورة مجتمعنا في الإعلام الغربي ما مآلها؟ هل تستفيد من توصياتها الجهات الإعلامية وعلى رأسها وزارة الثقافة والإعلام؟ وبالمقابل الإنتاج الإعلامي الذي لم تعد تملك صلاحية الرقابة عليه وزارة الثقافة والإعلام في زمن الإعلام الجديد من يملك عصا الوعي السحرية في توجيهه؟ الذي أعنيه أن المسؤولية ليست فقط مسؤولية مؤسسات المجتمع الحكومية أو المدنية الإعلامية وإنما هي كذلك مسؤولية كل إعلامي يدرك أهمية الإعلام وخطورته في تشكيل الصورة الذهنية، وان الإنتاج الإعلامي يمكن أن يعالج قضايا المجتمع دون إعطاء الآخرين فرصة لتشويه مجتمعنا. لذلك لا يمكنني الترحيب بالأقلام التي تتحدث بجرأة عن مشكلات مجتمعنا دونما اهتمام من قبل منتجها بالوعي بأهمية صورتنا الذهنية. لا أقول ذلك بصيغة مثالية بل واقعية، فحين نقرأ تاريخ الصورة المشوهة التي نقلها الرحالة الغرب عن الشرق في كتاب» د. رنا قباني» (أساطير أوروبا عن الشرق - لفق تسد -) نعرف إلى أي مدى يمكن للمعلومات المنقولة والمتداولة المكذوبة عن أي شعب أن تشكل صورة من خلالها تتشكل السمعة ويتم التعامل السلوكي بناء عليها.