لا يلام الشيخ يوسف القرضاوي على قراءته الخاطئة لحزب الله، فالكثيرون غيره كانوا ينظرون إلى هذا الحزب باعتباره حركة مقاومة ضد العدو الصهيوني، ويجب أن لايندم القرضاوي كثيرا على جهوده في التقريب بين المذاهب فهذه دعوة خير، فالطائفة الشيعية شيء وحزب الله شيء آخر وليس بالضرورة أنهما يلتقيان على طول الخط، فقد سمعنا من بعض علماء الشيعة من يدين تدخل حزب الله السافر في سوريا ومشكلة حزب الله الحقيقية ليست في كونه حزبا شيعيا بقدر كونه حزبا إيرانيا يتلقى أوامره من خارج لبنان!. وبعد اعتراف الشيخ القرضاوي بخطئه لا أجد أنه من المفيد أن يطلب من السنة الجهاد ضد حزب الله فهذا كلام عام لا يغير شيئا مهما على أرض الواقع فالسنة الذين ينوون الجهاد ضد حزب الله لا تحركهم في العادة دعوات القرضاوي، وإذا كان القرضاوي يريد التصدي لمشروع إيران وحزب الله فإنه يستطيع أن يقوم بدور أكثر فائدة من الاعتراف بالخطأ وهو التأثير على الرئيس مرسي كي يغير موقفه من الأزمة السورية خصوصا وأن كلمته مسموعة لدى حكام مصر الجدد. باختصار سوريا تحتاج مصر بشدة في هذه المرحلة الخطيرة، وكل العرب يحتاجون مصر، ولكن الحكومة المصرية منذ بداية الأزمة وهي تحاول إقناعنا بأنه لا يمكن العثور على حل يحرر الشعب السوري البطل من ظلم الطاغية المتجبر سوى التفاوض مع إيران واسترضائها وتطييب خاطرها رغم أن القاصي والداني يعرف أن مأساة الشعب السوري تكمن في الأساس بالتدخل بكل الوسائل لقمع أحرار سوريا ولولا تدخلات إيران بالمال والرجال والسلاح والمخابرات لانتصر الشعب السوري على الطاغية منذ زمن طويل، تماما مثلما انتصر المصريون على الطاغية. وعلى ذكر طاغية مصر يمكننا أن نقول بأنه رغم كل أخطاء حسني مبارك فإنه من المرجح أنه كان سيقف موقفا مختلفا تماما من التدخل الإيراني في سوريا وهو الموقف الذي يليق بمصر ومكانتها في العالم العربي، ولكن للأسف الشديد بعد خلع مبارك في ثورة توقعنا منها أن تكون نصيرا للحريات في كل مكان جاء أصحاب القرضاوي ليحاولوا إقناعنا بأن إيران بلد لطيف يمكن التفاوض معه وأن الحرس الثوري ليس لديه عمل سوى البحث عن طاولة الحوار!.. يا شيخ قرضاوي قل هذا الكلام للذي (يرفض بشدة) التدخل الأجنبي في سوريا ويغض بصره عن تدخل روسياوإيران وحزب الله.