وصف القيادي في جماعة الإخوان المسلمين، حمدي حسن، تراجع رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، الشيخ يوسف القرضاوي، عن موقفه السابق المدافع عن حزب الله بأنه «تراجع محمود ومنطقي»، كما اعتبر، في اتصال هاتفي مع «الشرق» من الإسكندرية، أن إشادة القرضاوي بشيوخ سعوديين كانوا هاجموا حزب الله وقت أن دافع هو عنه «موقف جيد منه». وكان القرضاوي اعترف الجمعة الماضية، خلال مؤتمر لنصرة السوريين في العاصمة القطرية الدوحة، أنه كان مدافعا عن حزب الله داعياً لنصرته وأن «مشايخ السعودية كانوا أنضج منه وأبصر منه لأنهم عرفوا الإيرانيين وحزب الله على حقيقتهم»، كما دعا الشباب إلى «القتال في سوريا». وقال حمدي حسن، وهو برلماني سابق، إنه يعتقد أن دعم القرضاوي لحزب الله كان موقفاً سياسياً لا عقائدياً نتيجة مواجهة الحزب السابقة لإسرائيل في صيف 2006. واتهم حسن حزب اللات، حسب وصفه، بأنه «خدع العرب والمسلمين لسنوات بأن حصل على دعمٍ بالمال والسلاح من جهات عدة بدعوى تقوية نهج المقاومة ضد إسرائيل ثم وجدنا أنه وجَّه هذا السلاح إلى السوريين والمخالفين له في الأيديولوجية، وهو ما يدفعنا إلى تغيير رؤيتنا له»، كما اتهم الحزب اللبناني ب «الدفاع حالياً عن مشروع إقامة الهلال الشيعي وسط الدول السنيَّة». وعن موقف الإخوان المسلمين في مصر من دعوة القرضاوي لإرسال الشباب للقتال في سوريا، أشار حسن إلى وفاة الشباب الإخواني محمد محرز، شقيق الناطق باسم الجماعة ياسر محرز، في الأراضي السورية أثناء القتال مع الجيش الحر، مضيفاً «شباب الإخوان المدرك ما يجري هناك لا ينتظر طلباً من أحد، بعضهم يذهب إلى ميدان القتال بمبادرة شخصية». وتابع حسن «لو طلب ابني أن يخرج للجهاد في سوريا فلن أمنعه، ولكن على من يسعون إلى السفر إلى هناك لهذا الغرض الاستعداد النفسي والجسدي حتى لا يكونوا كمن ألقى بنفسه إلى التهلكة، سأوافق على سفره شرط أن يكون متهيئاً لما يريد». ويعتقد حمدي حسن، الذي طلب من «الشرق» نسب حديثه كاملاً له وليس لجماعته، أن «الإخوان لن يطلبوا من الرئيس محمد مرسي فتح باب الجهاد، لأن هذه رؤيتهم وهي تختلف عن رؤية مؤسسات الدولة الملتزمة بقوانين، والمعبرة عن مصريين آخرين يرفضون هذا العمل، وبالتالي لا نلزم الرئيس بذلك، هو يعبر الآن عن المصريين ونحن لسنا كل الشعب». .. وفستق: تراجعه انتصار للتيار السلفي بيروت – الشرق بدا انقلاب الشيخ يوسف القرضاوي على حزب الله ودعمه الجهاد لأجل نصرة الثورة السورية خطوة غير متوقعة، لكنها لاقت أرضاً خصبة في لبنان انقسم اللاعبون فيها بين مؤيدٍ ومعارض. وفي إطار التأييد ، اعتبر الخبير اللبناني في شؤون الجماعات الإسلامية، الشيخ عمر بكري فستق، أنه «انكشف لما يسمى المجلس العالمي للعلماء أن ما يجري في القصير أظهر أن هناك أمراً مبيّتاً». ورأى فستق أنّ «تراجع القرضاوي أمرٌ محمود وانتصار للتيار السلفي». من جهته، وضع الشيخ أحمد العمري «موقف القرضاوي في خانة التراجع عن الخطأ الذي هو فضيلة»، ورأى أن حزب الله كان البادئ وعليه أن يتحمّل مسؤولية ما يرتكبه في القصير، مشيراً إلى أنّ «أنصار الحزب ورّطوا أنفسهم في الأزمة السورية».