تركيا اليوم تستحق صداقتنا.. وتستحق أن تكون أنموذجاً يحتذى.. ذلك أن حزباً مسلماً يحكمها، لكنه لا يقدم نفسه وفق هويته الدينية. إنه حزب يتحدث عن أحلام تركيا الوطن والشعب! تركيا الأرض والتاريخ.. عن تركيا التي هي أرض كل الأتراك بمختلف أعراقهم وهوياتهم ودياناتهم، والحق مكفول للجميع كي يمارسوا شعائرهم بكل أمان وطمأنينة! هو حزب مخلص لأحلام تركيا وأجيالها القادمة! بدا أردوغان مهموماً بقضية سوريا لتقاطعها مع مصالح تركيا، ولأن العدالة تقتضي أن يكف بشار الأسد عن الإضرار بشعبه وشعوب المنطقة. ولأن حزب الله وإيران وسوريا عبوات قابلة للانفجار في أي وقت؛ فنزع فتيلها ضرورة ملحة. فإن إبرام المعاهدات وتوحيد وجهات النظر بين السعودية وتركيا ضرورة ملحة. ثمة سؤال يتبادر إلى الذهن حين يجول التفكير في أرض تركيا وسمائها الزرقاء الصافية: لماذا بقي حزب العدالة محل ثقة شعب تركيا بمختلف أعراقه ودياناته؟ حتماً لأن تركيا اليوم لم تعد تركيا الأمس؛ لأن حزب العدالة جعل لتركيا تاريخاً قبله وبعده. اطلع معي على إنجازات حكومة العدالة والتنمية برئاسة الطيب أردوغان في تركيا: - انتقل معدل دخل الفرد السنوي في تركيا من ثلاثة آلاف دولار قبل عشر سنوات إلى 11 ألف دولار اليوم. - الناتج الداخلي القومي انتقل من 200 مليار دولار في السنة قبل عشر سنوات إلى 900 مليار دولار في السنة. - اقتصاد البلاد كان فلاحياً فأصبح صناعياً وخدماتياً. - السياح الذين لم يكن عددهم يتجاوز أربعة ملايين أصبح عددهم اليوم 35 مليون سائح. - تركيا التي كانت مدينة للبنك الدولي ب23 مليار دولار صارت اليوم بلا ديون. - الجيش التركي الذي كان لمدة 80 سنة يتحكم في كل مفاصل الدولة رجع إلى ثكناته، وهو الآن خارج المعادلات السياسية والاقتصادية، وأصبح دوره ينصب على حماية الدولة خارج الحدود، وترك السياسة للسياسيين والأحزاب وصناديق الاقتراع. - دبلوماسياً، تجني تركيا الآن ثمار نجاحها السياسي؛ إذ إنها أصبحت عضواً كامل العضوية في نادي الدول الديمقراطية. - 25 في المائة من تجارة تركيا اليوم مع العالم العربي، وقد ازدادت ب60 في المائة عما كانت عليه قبل سنوات قليلة. - تركيا اليوم أصبحت سابع اقتصاد في أوروبا، وأضحت ورشاً مفتوحاً، وشريكاً اقتصادياً مهماً للصين ولأوروبا وأمريكا والبرازيل.