فاجأتنا صحيفة المدينة الأربعاء الماضي بتصريح مدو لرئيس هيئة الأمر بالمعروف، ينسف الرواية التي نشرتها صحيفة الحياة حول استبعاد شاب إماراتي من الجنادرية بسبب أناقته وخشية من افتتان النساء به. المفاجأة أن رئيس الهيئة نفى القصة، وقال إن الرجل كان له ممارسات معينة أمام الأسر التي اشتكت منه، وتم إيصال الملاحظات للقائمين على جناح الإمارات. القصة ونفيها كالعادة تناقلها لصوص الحكايات في الصحف الإلكترونية وبعضها صحف كبرى مع إسقاط حق الصحيفتين في الإشارة إليهما. ومن خلال هذه القصة تسربت الفضيحة المكذوبة إلى صحف العالم، لتعطي صورة ذهنية سلبية عن مجتمعنا بأكمله. الشيء الغريب، أن هيئة الأمر بالمعروف صمتت عن الموضوع. ليس هذا فقط، ولكنها عندما أرادت أن تنفي القصة، اختارت أن تنفيها من خلال تصريح صحافي عابر اختصت به صحيفة واحدة. البطء في التعامل مع القصص المكذوبة التي تستفز الرأي العام المحلي والعالمي ليس جديدا. إن أثر هذا البطء السلبي يمتد، إذ سرعان ما تتحرك منظمات حقوق الإنسان الدولية لتصدر بيانات، كما حصل في القصة المكذوبة التي نشرتها صحيفة ""اليوم"" حول الحكم على شاب بكسر ظهره. كان من الممكن أن يتم القضاء على هذه الأخبار غير الدقيقة في مهدها، لو تم تزويد الصحف بمعلومات دقيقة وبشكل سريع. منظمات حقوق الإنسان انتظرت أياما عدة قبل إصدار بياناتها. وصدر بعدها توضيح متأخر جدا من وزارة العدل على ""تويتر"" ينفي هذه القصة. الأمر نفسه حصل مع موضوع الشاب الإماراتي، الذي تحولت قصته إلى طرفة تتندر بها صحف أجنبية ناهيك عن الصحافة العربية. من الضروري التخلص من البطء في مواجهة الأخبار الكاذبة، فالأمر يطول مجتمعا كاملا يتم اتهامه على ضوء مثل هذه الأخبار بالقسوة والشهوانية وغير ذلك من أفكار سلبية تظهره وكأنه من كوكب آخر.