لا أحد في هذا العالم مطلقاً يعيش وينتمي ويتنفس الحرية دون أن يكون له وطن وجنسية تعرفه وتحميه تشعره بالأمان والفخر لوطنه. ولا يفقد هذه الميزة والحرية والمكتسب إلا من فقد وطنه بسب احتلال أو حروب أو قضايا في هذا العالم الواسع والشواهد كثيرة. الجنسية هي حق وهي وطن وحياة لا تقاس بثمن ومن فقدها فقد كل شيء. نحن في المملكة منذ تأسيسها وتوحيدها على يد المغفور له الملك عبدالعزيز قبل قرن من الزمان وقبل عقود مرت جمعت شتات الجزيرة العربية وفرقتها في وطن واحد يحمل الجنسية السعودية التي أصبحت وطناً غالياً، الكثير يبحث عنه ويعشقه ويموت في سبيل وطنه، (28.1) مليون نسمة تعداد المملكة لآخر عام من يحمل جنسيته من المواطنين 18.7 مليونا ينعمون بهذه الجنسية الغالية، هناك حسب التعداد أكثر من 8.4 ملايين أجنبي يعملون في المملكة معززين مكرمين الكثير منهم بل أغلبهم يتمنون الحصول على الجنسية السعودية للعيش في رخاء وأمن هذا الوطن.. لا أملك معلومات دقيقة عن أرقام وطلبات التجنيس لكنني متأكدة أنها أرقام كبيرة جداً، هناك جاليات في المنطقة الغربية وتحديداً في المشاعر المقدسة وقبائل نازحة في الشمال والجنوب وأسر عاشت أغلب حياتها في المملكة وهذه الحالات تعالجها وزارة الداخلية حسب المصلحة العامة. من يستحق الجنسية السعودية سوف تمنح له بشروط أقرتها الدولة، أهمها توفر الولاء وحب الوطن فهذا أقل ثمن لهذه الجنسية الغالية التي يبحث عنها الكثير والحمدلله للاحتماء بأمن الوطن وعزته وكرامته، وبعد ذلك فالجنسية والمواطنة تصبح سواسية وحقا للجميع دون تفرقة لأن هذا البلد والحمد لله قام على نهج الشريعة الإسلامية، يحزننا حين يُساء للوطن من أبنائه ومن كل إنسان ومواطن نشأ وترعرع في كنفه، ويحزننا أن تظهر أصوات عدائية تسعى للفتنة والخراب والتحريض ضد الوطن سواءً من أبنائه أو ممن حصلوا عليها مؤخراً، الجنسية السعودية لأبنائها ومن تنطبق عليه قوانين التجنيس لكن حين تسيء لها أنت ومن يحملها فإنك لا تستحقها! وإن لم تُقدر قيمتها أو ثمنها ولم تدرك حجم وأبعاد الانتماء للوطن وحمل جنسيته فلا تستحقها أيضاً. فيا هؤلاء الوطن غال ومن يتزين بجنسيته فليحفظ النعمة التي يعيش فيها وليشاهد ما حوله من الكوارث التي حلت ببعض الشعوب والأوطان ولنتعظ بالحفاظ على مكتسبات الوحدة الوطنية وأقول لمن لا يريد أن يدرك هذه الحقيقة ان يبحث له عن وطن آخر وجنسية ليرى الفرق، بل انه لن يجد وطنا في العالم يرحب به ويمنحه دفء وأمن هذا الوطن. لنتدبر ونستدرك ما حولنا من أوضاع وتوترات ونستشعر حق المواطنة وثمن الوطن ومن لا يرغب فليغادر غير مأسوف عليه. فالوطن فقط للذين يقدرون قيمته ومكتسباته وأمنه ويحافظون عليه وليس لمن يستعدون ويثيرون الفتن ويحاولون زعزعة الأمن والأمان. ونقول الوطن باق في عزة وشموخ رغماً عن كيد الحاسدين والمحرضين.