الإعراب عن القلق ومطالبة الوكالة الدولية للطاقة الذرية بسرعة التحقق من أوضاع مفاعل «بوشهر» الإيراني لاحتمال تعرضه للخطر، أهم ما خرج به اجتماع لمجلس التعاون ضم متخصصين في الطوارئ كما ذكرت الأخبار، الاجتماع الطارئ على خلفية زلزال بوشهر الإيراني وارتدادات طاولت دولاً خليجية. ويبدو لي أن الإخوة في أمانة مجلس التعاون استعجلوا، وربما أزعجوا ممثلي لجان الطوارئ بجمعهم على وجه السرعة. ولو كانت هناك متابعة واطلاع، لما كانت هناك حاجة للاجتماع. السبب أن رئيس فريق التعاون العلمي وليس الرياضي في مدينة الملك عبدالله للطاقة الذرية صرح بعد الزلزال مطمئناً المواطنين بقوله: «لا مخاوف»، وإن المفاعل آمن، وبحسب المواصفات الدولية، وتتابعه وكالة الطاقة الذرية. الحمد لله كل هذه «العلوم» والتأكيدات عندنا في الرياض وعلى رمية حجر من مقر أمانة مجلس التعاون الخليجي ولم يستفد منها، والمهم... لا مخاوف! ذكّرني تصريح رئيس الفريق العلمي بنقاش على الصحف قبل أعوام، جزم فيه «خبير» بأن بلادنا تقع في منطقة لا تصيبها الزلازل! بعد أعوام ضربت هزات زلزالية «العيص» في السعودية. مفاعل بوشهر لم يشيد قبل أيام، وللزلازل تاريخ في إيران، إذاً ما الجديد في صحوة دول المجلس وأمانته؟ أهو شعور بهزة في مدن خليجية؟ وبصريح العبارة، هل قامت دول المجلس بما يتوجب عليها تجاه أمن واطمئنان شعوبها؟ في قضية المفاعل الإيراني خصوصاً وملف طهران النووي مفتوح دولياً منذ أعوام، لأجل احتمال حصول إيران على سلاح نووي «قد يهدد إسرائيل» قد، أو ربما وهو احتمال استولد من احتمال لخاطر عيون إسرائيل، لكن المفاعل على رمية حجر من شواطئ الخليج بما فيها من حياة وموارد حيوية. كنت ممن دعا إلى عدم صمت دول مجلس التعاون على وجود مفاعل قريب، في إطار رؤية المجلس، أي «حق الدول في استخدام الطاقة النووية سلمياً»، لكن سياسات دول المجلس تقوم على رد الفعل، ولا بد أن يكون فعلاً بقوة زلزال. أيضاً العام الماضي وفي مقالة بعنوان «أبعد مفاعلك عن بلدي» عرضت كتاب «مفاعل بوشهر النووي... الكابوس الإشعاعي على شفير زلزال» للباحث أ. خالد التركي، حذّر فيه من كارثة، وتطرق إلى ضعف بنية المفاعل «الهجين» في بوشهر، والمعنى أن المواطن أكثر اهتماماً وبعد نظر من الأجهزة الرسمية، بل إن الأخيرة قد تتجاوز الحدود، فيصرح خبير بأن... لا مخاوف!