أعجب ما وصلني عن نهاية البوطي، الذي قتل في 21 مارس 2013م نسفاً في مسجد بدمشق بطريقة غير عادية، فلم تظهر ملامح التفجير واضحة، كما لم يظهر جثمان البوطي في كل العملية، وأن هناك من قال لم يقتل بل أدخل في السرداب كما حصل مع إمام «الاثني عشرية» بزعم الشيعة. ولقد أجبت الأخ أن البوطي في عمومه يمثل المدرسة التقليدية، ولذا فلا فرق كبيرا بينه وبين خصومه حتى من منهم في صفوف الثورة، لأنهم عفوا اليوم يتصارعون سياسياُ، وهناك احتمال كبير بعد سقوط نظام الأسد الدموي أن يتقاتلوا بدموية أشد، وهو ما حدث في أفغانستان فتهدمت بيد المجاهدين أكثر من الروس، وحسب إحصائية اطلعت عليها عن الفرق بين ثورات حصلت في القرن الفائت سلمياً وعسكرياً أن الثورات السلمية نجحت في سنتين ونصف بالمتوسط، أما المسلحة فتطلب الأمر تسع سنوات، لتنتهي بصراع دموي بين رفاق الأمس أعداء اليوم بسبب أن السلاح له حدان يعين ويرهن صاحبه لسهولة استخدامه. إن البوطي وخصومه في الطرف المقابل بعيدون عن فكر الحداثة بمسافة سنة ضوئية فلم يشموا ريحها بعد وإن ريحها من مسافة كذا وكذا ؛ أيا كانوا، وهنا المشكلة. وهذا الكلام سيغيظ كثيراً، ويتعجب الأكثر فيقولون إن هذا لقول عجاب ما سمعنا بهذا في الملة الآخرة إن هذا إلا اختلاق، ولكن طبيعة الأفكار الصادمة أنها موجعة.