في حجة الوداع قال الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام :(لعلي لا ألقاكم بعد عامي هذا.. فاتقوا الله في النساء واستوصوا بهن خيرا). فكأن الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم ركز في خطبته الجامعة على الامور المهمة التي خاف على الناس من ان ينحرفوا عنها بعده! وكان ما حذر منه الرسول وقع ! فالبعض للأسف يعامل المرأة على أنها انسان اقل مرتبة ! وهذا ينافي العدل الإلهي لأن الله خلق الناس متساوين بعدله! لكن للأسف البعض لا يفرق بين التساوي والتشابه! فالرجل والمرأة متساويان وليسا متشابهين؛ لذلك نجد ان الله راعى ذلك الجانب من ناحية الواجبات والاعمال، ولكنهم جميعا سيحاسبون بعدل يوم القيامة! البعض يعتقد بما انه خلق رجلا فذلك تفضيل له عن جنس النساء ولا يعلم ان الانسان بأعماله سواء أكان رجلا أم امرأة وان بعض النساء ترجح الف رجل! اعظم انسان في العالم - سواء أكانوا رجالا ام نساء - بالنسبة لي هي امي ! ولا اعتقد أني الوحيد في ذلك! امي بالنسبة لي هي الام والاب والاخت والاخ، هي العائلة جميعها في قلب واحد! ومليون رجل لا يستطيعون اخذ مكان ام واحدة ! ولا ننسى ان امهاتنا -اطال الله بأعمارهن ومنحهن الصحة والعافية - هن نساء. في هذا الاسبوع كان يوم الام وهو فرصة لتجمع العائلة لإظهار جزء بسيط من الامتنان لهذه العظيمة! وأجدها مناسبة مهمة لأي انسان لرؤية والدته وتقبيل يديها.. وقد يقول قائل إن كل الايام يجب ان تكون يوم ام ولا داعي لوضع وقت محدد لكن هذا غير عملي وكلنا يعرف مشاغل الحياة ويصعب جمع العائلة يوميا ولا مانع من وضع يوم محدد لتكريم الشخص الاهم في حياتنا مع استمرار رعايته وتكريمه كل الايام فنحن نضع أياما محددة لتكريم الطلاب وتكريم الموظفين.. الخ.. ولماذا لم نعتبر كل ايامهم تكريما؟! ولا اعتقد ان أياً منا يعتبر يوم تكريم امه على انه عيد ديني بل هو فرصة محبة وتقدير. لقد ساءني في هذا الاسبوع قصة روتها امرأة مسكينة لأمي فهذه المرأة العجوز على مشارف الستين، ولديها اولاد في الثلاثين من العمر وهي على خلاف مع زوجها الذي يسكن كل الوقت مع زوجة اخرى (الصغرى)، ويحاولون الحصول على موافقة سفر من زوجها الذي يرفض ذلك عنادا بها ! وأولادها يحاولون أن يفرّحوها بالسفر معهم في الاجازة او علاجها بالخارج دون جدوى! حقيقة انا لا ارى أي منطق ان تحرم امرأة كبيرة بالسن من بر أبنائها الرجال البالغين لمجرد نزوة رجل تتحكم فيه قناعات زوجاته الاخرى (الخرفنة) ! لماذا قوانيننا لا تراعي مثل هذه الحالات؟ لا ارى أي مخاطر في سفر امرأة عجوز مع ابنائها الرجال ولماذا موافقة الزوج؟ هذا الرجل الذي لم يراع وصايا الرسول، ولم يراع عشرة العمر والمروءة، ولا يستحق ان يتحكم بمصير انسان فالعقد بينهما هو زوج وزوجة، وليس سيداً وعبدة ! اين مجلس الشورى من هذه المسائل بإصدار قوانين تنظم سفر السعوديات خصوصا كبيرات السن دون هذه التعقيدات كأنهن مراهقات؟! *مما قيل هذا الأسبوع : الخطوط السعودية تدعي في تقريرها للشورى ان الخطوط الخليجية تبيع التذاكر بأقل من سعر التكلفة لجلب الركاب! بينما تقرير صافي الربح للخطوط الإماراتية مثلاً في عام 2012 هو ملياران وثلاثمئة مليون درهم! لذلك نقول للخطوط السعودية: اذا أردتم عذراً لفشل إدارتكم فابحثوا عن عذر أفضل من هذا!