عندما سُئل عبدالرحمن الراشد لماذا لا يوجد لديك حساب في تويتر قال عملي في العربية يمنعني من المصارعة في تويتر، هكذا وصف الراشد تويتر وهو الذي اشتهر بدقة اختياره للمفردات، رغم انتشار لغة السباب والشتم والتخوين التي اشتهر بها تويتر في السعودية إلا أنه من ناحية أخرى ساهم في رفع ذائقة السعوديين في اختيار الكلام الجميل والعبارات المنمقة الرومانسية وغير الرومانسية وصارت الصحف الورقية تتهافت على تويتر لنقل أعذب التغريدات من عبارات وجمل. وصار هناك مغردون كثيرون رسالتهم الأولى نشر الكلام الجميل وهذه نعمة ليس بعدها نعمة. عندي يقين أن تويتر سيعود للتغريد في سماء المملكة بطائره الجميل وأما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض، نحن شعب عاطفي سريع الغضب سريع الرضا، حاد الرؤية جبلته عليها ثقافة أبوية لا ترى إلا من ثقب واحد يراها في بيته ويتعلمها في مدرسته ويسمعها في مسجده. ثقافة الاختلاف لا توجد في أي من قواميسنا فنهتز ونضطرب ونهيج لهذا الاختلاف الذي نعتقد أنه يُلاك ضدنا وضدنا وحدنا وأحياناً نعتقد أنه سيفقدنا مكاسب ملكنا وحدنا وهو في الواقع لا يتعدى أنه شيء مختلف فقط ونحن الذين لم نعتد على الخلاف. أتى تويتر فشرع أبواب الاختلاف على مصراعيها فشحنت الأنفس وثارت الأعصاب التي اعتادت على النغمة الواحدة وعلى نسمة الريح الواحدة فأتت أنواع رياح تويترلا لتقتلع تلك القناعات ولكن لتمنحها لفحة هواء أخرى.