قال لي الطبيب الرستناوي في القويعية بعد أن اعتدل في جلسته: قتلنا منهم ستين ألفاً! وقتل منا ستون ألفاً! استعذت بالله من الشيطان الرجيم! تصوّرت نكبة 120 ألف عائلة في سوريا! تابع: إذا أحصينا رقم رجال المخابرات وضباط النخبة والشبيحة (الكل في حدود 135 ألفاً)، فإن فقدان الجيش الأسدي أرقاماً كبيرة تضغطه إلى 20% من حجمه سنجعله ينهار! سألته عن مصدر معلوماته؟ أجاب هو أخي في جبهة الرستن يقاتل هذه العصابات! أذكر عن باتريك سيل وصفه خطبة الأسد الأخيرة: لقد كان يخاطب جيشه وأشباح جنوده الفانين المقتولين (الاثني عشر ألفاً). هنا اعترف باتريك سيل برقم مخيف على كل حال. قال رجل حموي مقاطعاً، أشكك في صحة هذه الأرقام، فأنا أعرف أن هناك 400 رتبة عسكرية كبيرة في قرية الربيعة القريبة من حماة، وهي خزان بشري للنظام، وعندنا إحصائية بعدد ضحاياهم موثقين معروفين، ولا يزيد عدد قتلاهم على 93 شخصاً، ومن رتب هزيلة سخيفة. يبدو أن الأرقام سترتفع؛ فالمعركة تلتهم كل يوم المئات بعد أن قفز الرقم من الآحاد إلى العشرات فالمئات، ولن يكون ذلك اليوم بعيداً حين نسمع عن رقم الضحايا وقد قفز بمئات الآلاف. هذه هي ضريبة الحرية والثورات والحروب الأهلية. يذكرني ما سمعته عن الحرب الأهلية الإسبانية وكلفتها التي ضربت الرقم المليوني. هنا وأنا أسمع قصص الدم تذكرت المراسلات التي تمت بين فرويد وآينشتاين في الحرب العالمية الثانية، ونشرت بعنوان: أفكار لأزمنة الموت! لقد أرادها السنور الكبير دموية وقد صارت وسيموت بها مثل أي سبع ضارٍ!