لديّ حساسية وحكة «ذهنية» من دراسات ومسوحات خارجية، أراها مثل استيراد الجوائز اللامعة، «دروع» لا يستفيد منها إلا من جلبها وتغنى بها ملتقطاً مجموعة من الصور بجوارها، هي «مصدات» له وحده لكنه يدعي أنها للوطن، مثل حلية يلبسها تستر إخفاقاته. نشرت صحيفة «الوطن» عن دراسة أجراها باحثان من معهد «واريك» من جامعة كوليدج كما قالت، يظهر أنه معهد «أوريك»! خلصا فيها إلى أن المواطن في بلادنا الأكثر تفاؤلاً في العالم العربي، والألمان هم على رأس قائمة الشعوب العالمية تفاؤلاً، بمعنى أننا «ألمان العرب في التفاؤل»! وذلك وفق دراسة «معمقة»! وأراها «معقمة»! للحصول على مؤشر التطلعات المستقبلية على محرك البحث «غوغل». وبحسب توبياس بريس وهيلين سوساناه «فإن معدل التفاؤل يرتبط بقوة بالدخل الإجمالي للفرد وقياس الثروة الاقتصادية التي يمتلكها»! إما أن «غوغلنا» غير «غوغلهم»، أو أنهما بحثا في قائمة الأكثر ثراء، الصادرة بين حين وآخر. لا يمكن الحصول على مثل هذه النتائج اللهم إلا إذا كانا مصابين بالحول، ركزا على الدخل وتم «التدبيل»! انحراف الرؤية في الدراسة واضح إن جاز وصفها بهذا الاسم، أين التضخم الذي أكل الأخضر واليابس؟ ارتفاع الأسعار يتم أسبوعياً لم يسلم منه حتى حليب الأطفال! وماذا عن ارتفاع نسبة الفقر وتزايد المشاريع المتعثرة وأزمة سكن إلخ ما هو معروف؟... هل يبعث كل هذا على التفاؤل، أم أن العيون كانت مركزة على الدخل! و«لأمر ما رمى الباحث عقله»؟ نحن متفائلون بالله تعالى لا شك في هذا، الإيمان العميق مترسّخ بحمد الله، لكن التفاؤل بالدخل ومقدار الثروة الشخصية هو خرط باحثين عن شيء ما غير الدقة والدراسات المحترمة، ولو كان بحثهما في غير «غوغل»، مثلاً في الحسابات البنكية في سويسرا لتم فهم النتائج. هذا «الهلس» من دراسات ومسوحات، ضرر نشره والاحتفاء به أكثر من نفعه، خصوصاً إذا ما وجد فيه من يرغب «التجمل» شهادة خارجية أوروبية.. أكاديمية ولو كانت «مهترئة».