لم يأخذ شخص قط منذ عُرفت الصحافة المحلية، تلك المساحة التي أخذها الشيخ محمد العريفي، فلا يكاد اسمه يغيب عن عناوين الصحف يوما أو أسبوعا حتى يعود بقوة كبار النجوم، ليعوض غيابه بمجموعة من "المانشتات" الصحفية التي تملأ الصفحات ويتناقلها الركبان. وخلال اليومين الأخيرين فقط، حل العريفي ضيفا على عناوين الصحافة في أكثر من موضع وحول أكثر من موضوع، "العريفي يترحم على بن لادن"، العريفي يتبرأ من القاعدة"، "العريفي يطلب نصيحة متابعيه لدخول التمثيل"، "العريفي ليس عضوا في لجان المناصحة"، "العريفي ما زال يتصدر نجوم تويتر"، خلافا لحضوره الطاغي في مقالات الصحف، بين مادح ومنتقد، وغالبا ما يطاله النقد ويجافيه المديح، ولا أدري هل هي مؤامرة ليل حاكها كتاب الصحف ضده أم هي الغيرة من شهرته المنفلتة، أم إنه فعلا يتخبط ويضع نفسه عرضة للنقد، دون أن يراعي مكانته كواعظ، من المفترض أن يرتقي عن الزلل. حتى رجال السياسة ونجوم الرياضة والفن لم يجدوا تلك الحظوة التي يجدها الشيخ هذه الأيام على صفحات الصحف والمواقع، وبينهم من يقترب منه في عدد المتابعين، وربما لم يضاهه في تصدر العناوين مؤخرا سوى الزعماء المخلوعين في "زمانات" الثورة عليهم. السؤال الذي يطرح نفسه الآن، هل هذا هو مبلغ طموح الشيخ العريفي؟، وقبل أن نعرف إجابة هذا السؤال، سنسأل سؤالا آخر، هل من أدوار الواعظ أن يضع نفسه نجما للصحافة وحديثا للإعلام؟ وهناك سؤال أيضا يأتي بين السؤالين: ماذا يجني العريفي من كل هذا الصخب؟. إجابة السؤال الأخير يمكن أن نجدها في تفاعل الناس مع أخباره عبر مراقبة الردود في المواقع الإخبارية، ويبدو أن مستوى الرضا عن الشيخ الداعية تراجع كثيرا، وأصبح انتقاده والتشفي منه أبسط ما يفعله القارئ الذي كان حتى وقت قريب يدافع عنه ويتعاطف معه حتى وإن لم يكن يحبه.