في المواجهة الفضائية مع العزيز الأثير، الدكتور محسن العواجي على قناة (صانع القرار) استمعت إليه بألم وهو يقول بالحرف: "أنا، يا أخي علي، من سجن وفصل من الجامعة ومنع من الكتابة، في ذات الوقت الذي تنعم وتتمتع أنت، أخي علي، من الدولة بالدلال السياسي والثقافي والإعلامي.... لآخره". وأنا اليوم لا أكتب قصة حوار تلفزيوني بين شخصين، قدر ما أكتب قصة الفهم الخاطئ لأوضاعنا في رؤية مدارسنا الفكرية المختلفة. القصة من شقين: الأول، تهمة الدلال التي أدعو إليها صديقي اللدود ليكتشف الوقائع صارخة بكل شيء بما فيها حتى الملاءة المالية خلال عقد من الكتابة.. أن يأتي إلى نظام حياتي وتفاصيلها كي يكتشف أنني أعيش في الشارع الأخير من المدينة على الرصيف المنسي. كي يكتشف إضافة إلى (النبذ) الاجتماعي الذي دفع أطفالي فاتورته الباهظة ذلك النبذ الآخر، وله أن يكتشف اليوم أنني أكمل عاماً رابعاً جديداً من آخر دعوة إلى ندوة أو مهرجان أو مؤتمر أو معرض. وبعدها له كامل الحق فيما يقول، إذا ما اكتشف أن واقعي يختلف في شيء عن وقائع شارعي المهجور المظلم. الشق الثاني هو تعاطفي مع الأخ الكريم، لأنني ضد أن يسجن أو يفصل أو يمنع من الكتابة، لكن هذا لن يمنعني من القول الصريح إن الفصل من العمل أو دخول السجن لا يعتبر بطولة في أعراف وتقاليد العلاقة بين هذا المجتمع السعودي وبين قيادته. ولو سمح الوقت لأخي، محسن، بالحضور، لمكتبي المنزلي، لأهديته ما لا يقل عن 80 ورقة كتبتها خارج (النص المنشور) وفي أقل من عام واحد لأركان القيادة العليا في هذا البلد، وكل ورقة تحمل في أسطرها ما يتجاوز كل الخطوط الحمراء عن رؤية الأوضاع الوطنية في الحاضر من أجل المستقبل. سأقول له إنني أستطيع بكل بساطة أن أفتعل "البطولة"بتغريدة تويترية واحدة، ولكنني أحمل نفس الحب والولاء الذي يحمله أخي محسن العواجي عن أهله ووطنه وقيادته، وكل الفارق هو التعبير وطريقته في توصيل الأفكار والآراء والمشاعر. وكل الذي خرجت به من مواجهتي مع هذا الاسم الضخم أننا وصلنا إلى درجة مخيفة من التباين، وبرهان ذلك أنني سمعت منه أكبر تهمة سمعتها في كل مشواري عن (الدلال) الذي أدعوه كي يختبره.. سامحه الله، لأن هذه طبيعة فهم المدارس عن بعضها البعض.