Keek تطبيق يضعك مع الآخرين في قلب الحدث، هو تغريد ولكنه كامل المواصفات، لأنك تغرد بصوتك وصورتك وحركتك ونبضك ومكانك وزمانك وجميع حواسك إن اردنا المبالغة، تغرد بحدثك اليومي التلقائي المباشر، ولك أن تُدخل العالم بأسره في ثوان معدودات إلى عالمك الخاص، ليشاهدوا تفاصيل حياتك بالصوت والصورة، وهنا تتداخل المتعة بالخطورة بالدهشة بالمسؤولية. ولكي يزيد ال keek من الدهشة والتشويق فقد انتهج شرط تطبيق تويتر باعتماده التغريد المحدود النطاق، فإذا ما أردت أن تصبح من حاشية (الكيكرز) فيجب ألا يتجاوز زمن مقطعك الواحد 36 ثانية، لذلك سيجبرك الزمن المحدود على اختيار خلاصة الخلاصة مما تصوره وتنوي بثه، مما يزيد من احترافية الانتقاء والكيفية والإبداع. ظهر الفيس بوك ومن بعده التويتر، واستشعرنا متعة وخطورة ما تقدمه لنا التكنولوجيا الثائرة المدهشة في ذات الوقت، والآن أظهر لنا مارد الانفجار التكنولوجي من فيض مصباحه صرعة جديدة اسمها keek ليدهشنا أكثر، ويرعبنا أكثر، ويفجعنا أكثر، ومن جانب آخر يمتعنا أكثر أنا بطبيعتي لست من المتشائمين في شأن هذه التطورات المتسارعة في عالم الاتصال والتواصل بيد أنني من الذين يرون هذه الوسائط من جوانبها الايجابية والسلبية في آن، فالمشكلة ليست في الوسائط الحديثة إنما في كيفية استخدامنا واستثمارنا لإمكاناتها المذهلة، وفي كيفية توظيفنا الخاص لها! على سبيل المثال انهالت مع ظهور keek ملايين المقاطع التافهة، والتي قد تصل إلى مستوى الانحطاط والسماجة بشتى صورها، فبعض المشاهير على سبيل المثال وظنا منهم بأن بث مقاطع المنزل الخاصة أو التصرفات الشخصية سوف يزيد من رصيد شهرتهم وقبولهم لدى الناس إنما أدى إلى العكس تماما، فجعل من شهرتهم عرضة للتهكم والسخرية والمسخرة إن صح التعبير، ومن هنا تأتي فكرة التوظيف والاستثمار لكل ما هو جديد وعصري، فكونك تستغل هذه الامكانات التكنولوجية كي تظهر بساطتك وتلقائيتك وتقرب الجماهير من شخصيتك فلا غبار على ذلك البتة، ولكن يبقى للبساطة شروط، أهمها أن تكون على وعي كبير بخطورة مفهوم البساطة وحدها القاطع بالسيف، فهي سلاح ذو حدين، لأن التبسط إلى درجة السماجة لا يؤدي إلا إلى نتائج عكسية ومؤلمة غالبا. في جانب آخر، بدا keek مساحة سانحة لأطفال يلعبون بالنار بالفعل، حيث ظهر بعضهم في مقاطع منزلية خاصة بثت على العالم كله، ولا أدري إلى أي مدى سيعي الأطفال خطورة هذا البرنامج طالما أن مشاهير كبار وأسماء لامعة وشخصيات بارزة وقعت في فخه، وصارت اسيرة دهشته، لذا فتشبيهنا له بأنه لعب بالنار يأتي من منطلق خطورة ما سيؤدي إليه من فضائح ومشكلات لا حصر لها إذا ما ترك عبثا في يد من لا يعي خطورته ومؤداه. وهنا نختم باستحضار الفئة الأكثر عرضة لمصيدة keek، وهي فئة المراهقين من الشباب والشابات وهم عالم قائم بذاته، فالكثير منهم بالفعل سلموا رقابهم طوعا لمصيدته، وبثوا بطوعهم مقاطع خاصة لأنفسهم ولمن حولهم، حين تشاهدها سوف تتساءل عن أي قناعة دفعتهم لفعل ذلك، بالنظر إلى ما سيترتب عليها من تداعيات اسرية واجتماعية وغير ذلك.