يبدو أن الدكتور عوض القرني تعب من إخفاء مشاعره وانتماءاته السياسية فقرر علنا أن يفتح عينا (راضية) على مصر الإخوانية وعينا (حانية) على ما يتعرضون له من الكذب والافتراء على أعمالهم وغاياتهم.!! وقد بدا، في حديث لقناة (فور شباب) مع الإعلامي عبدالعزيز قاسم، موكلا بتبرئة أجندة المرشد وخيرت الشاطر والتنظيم العالمي الشهير من التربص بالخليج المستقر والمتوائم حكومات وشعوبا. وكالعادة استجلب القرني الليبرالية واليسارية وكل ما يراه الإخوان (موبقات) ومواطن محتملة للكفر ليرمي سنارته في حوض التصيد الهائل الذي بناه إخوان مصر منذ ثورة 25 يناير المخطوفة بأيديهم وعصيهم وأسلحتهم من شبابها، رجالا ونساء. أولئك الذين لم يعد لهم من مكان في أجندة حكم الإخوان غير مكان الترحم على أرواحهم والأسف لدمائهم وجراحهم وعيونهم المفقوءة في مواقع الجمل الجديدة.!! ولم يغادر (قرنينا) كما لم يغادر (عريانهم وشاطرهم وبلتاجهم) ذات التهمة الرائجة، وهي أن الليبراليين المتحولين من القيم اليسارية الإقصائية لا يؤمنون بصناديق الانتخابات والاستفتاءات. وهذا يعني في المقابل أن (الإخوان) وحاملي لواء الإسلام السياسي يبزون ديمقراطيات الغرب في النزاهة والاحتكام الفعلي والكامل إلى الصناديق.!! ويتفوقون على هذا الغرب بأنهم حين الاحتكام للصناديق يُكسّرون وجوه وعظام معارضيهم، ويقتلونهم وهم يكبرون، ويرهبونهم قولا وفعلا، ويحاصرون المحكمة الدستورية ونادي القضاة ومدينة الإنتاج الإعلامي وكل متنفس قائم أو محتمل لحرية التعبير.!! ولذلك ربما صح لي أن أقول للدكتور القرني وغيره من اللاهثين خلف مصر الإخوانية، إن الشعوب الخليجية لم تعد (تأكل) من هذه التصريحات (المرعبة) عن اليسارية والشيوعية والليبرالية. هذه الشعوب تعي الآن، عبر الكلمة والصورة والحقائق المنقولة فورا بكل الوسائل، أن أملها ليس في (الإخوان) الذين يتربصون بحياتها ومستقبلها لصالح أجندتهم الإقليمية والعالمية، بل إن غاية هذه الشعوب هو الاستقرار الذي تضمنه أنظمة الحكم القائمة والإصلاحات المرتقبة التي ستقوم بها هذه الأنظمة.