ما زالت ظاهرة (ادعاء التدين) متفشية رغم ارتفاع نسبة الوعي بين الأفراد بأهدافها فادعاء التخلق بتعاليم الدين وإعطاء الآخرين إيحاء أن مخافة الله هي المحدد للسلوك هي السمة الأبرز في مدعي التدين، ولتعميق هذا الانطباع عند الآخرين نجدهم يحفظون بعض الآيات القرآنية والأحاديث النبوية ويستشهدون بها في أكثر المناسبات الحوارية حتى يضفون على توجهاتهم الصبغة الدينية يدعمهم في ذلك منظر ديني في اللباس والشكل حتى أصبحت المسألة تجارة مربحة لبعض الأخصائيين النفسيين الذين فتحوا العيادات النفسية الخاصة لهم وأخذوا يدغدغون الوتر النفسي والديني عند الناس.. وقد ظهرت تناقضات هذه الفئة في تلك السقطات التي لا تمرق على من كان له حس اجتماعي حاضر فسيلاحظ أنهم يتصدقون ثم يشيعون أمرهم في وسائل الاتصال ويناجون ربهم أمام الملأ بطريقة ملفتة جدا !! ولا يخافون في الفعلتين السابقة من خزي الرياء فحججهم الشرعية دائما حاضرة ولهم قطيع من المدافعين والمتابعين نذروا أنفسهم لهم والمشكلة لم تقتصر على الأكاديميين والأخصائيين النفسيين والاجتماعيين الذين وقعوا في هذه الظاهرة لتحقيق منافع مادية أو وجاهة اجتماعية بل امتدت للساذجين الذين ركبوا الموجة على غير فهم وعلم وأخذوا يمارسون طقوسها بغير ذكاء فتقمصوا هذا الدور وأخذوا يصنفون الخلق مابين عاص وكافر ووضعوا أنفسهم في منزلة عليا عند الله !! فأصبحوا موضع سخرية عند الآخرين وظلموا أنفسهم وأساءوا لدينهم.