منذ أيام الطفولة مروراً بالمراهقة لم أفهم حتى اليوم معنى أن أفرح وأتهلل بشراً لرؤية مشهور أو مشهورة ما في أي مجال كان ولا أعرف معنى لكي أقف في انتظار شخص ما لمجرد انه مشهور وعندما أراه أصرخ بشراً أو حباً أو اندهاشاً !! ولا أدري هل أولئك المشاهير يفرحون فعلاً أم يستخفون بمن يحتفون بهم بغرابة ويستغربون بدورهم من ذلك التهافت العجيب ! وقد نستثني بعض من وصلت شهرتهم الآفاق من نجوم الرياضة أو الطرب أو التمثيل، لكن ما لا أفهمه أن نصرخ وننفعل من أجل مذيع أو فنانة متعثرة أو مجرد شخص كل ميزته الجمال وأحياناً حتى الجمال ليس لهم به صلة وإنما هي حكاية جمال يصنع إعلامياً عندما يكون ذلك الشخص مجرد وسيلة لترويج سلعة ما ويبالغ منتج تلك السلعة في صناعة الإثارة الإعلامية حول تلك الشخصية لدرجة تجعل البسطاء من الناس يصدقون ذلك ويشاركون في صناعة ذلك البالون البشري. اني مندهشة وعاجزة عن فهم أو تفسير ذاك التهافت الذي حصل من أجل القاء نظرة عليها وتساوى في ذلك الرجال والنساء، أصوات دهشة الفرح تعالت لوجودها، والغترة والعقال يسقطان في خضم التزاحم لرؤيتها، في حين بدت تلك المرأة في حالة ذهول ممزوج بشيء من العبط أذكر عندما زارت مقدمة برنامج عربية أحد المجمعات التجارية في المنطقة الشرقية واصطف الناس للمشاهدة والتقاط الصور التي انتشرت في أجهزة الاتصال كانتشار النار في الهشيم مع انها امرأة فارغة من كل ما يمكن أن يعد قيمة يتسابق الناس اليها وأنا هنا لا أقلل من القيمة الإنسانية لهؤلاء بين أهلهم وزملاء عملهم، لكن ما شأن الناس بهم ليتسابق الناس لرؤيتهم والتصوير معهم، وبالتالي اعتبارهم نماذج تحتذى في كثير من الأمور. يقول أحد أساتذة العلاقات الدولية في الجامعة الأمريكية بالشارقة : إن الناس في مثل هذه الأمور التي تعد صناعة ما يقعون ضحية مؤامرة عالمية متعددة الأطراف بعضهم خطط لهذه المؤامرة وبعض آخر اندفع بحماس للتسويق والتنفيذ ببراعة، لأنهم آمنوا بجانب آخر من تلك القضية والهدف هو تسطيح العقول وتتفيه الاهتمامات، وبالتالي الغرق فيها لدرجة تجعل منها اهتمامات كبرى أحياناً فقد يتحدث أحدهم عن عون افريقيا بطريقة ما ولكن اذا ذهبت الى هناك فقد تجد ان العون يرتكز على وجود انجلينا جولي يقول ذلك وهو يمط شفتيه الى الأمام، ويشير الى بداية التدخين عند النساء في امريكا، حيث اعتمدوا فيها على ان تمسك بعض النساء السجائر لتدخينها ضمن مسيرة ما في احدى الولاياتالأمريكية بعد تغيير نوع وشكل العلبة وألوانها وكانت دعوة متعمدة لمزيد من الترويج وتحقيق أرباح مرتفعة !! ولعل أخر الأحداث المشابهة زيارة امرأة ما دول الخليج العربي بهدف المشاركة في افتتاح أحد المحلات والحقيقة أني مندهشة وعاجزة عن فهم أو تفسير ذاك التهافت الذي حصل من أجل القاء نظرة عليها وتساوى في ذلك الرجال والنساء، أصوات دهشة الفرح تعالت لوجودها، والغترة والعقال يسقطان في خضم التزاحم لرؤيتها، في حين بدت تلك المرأة في حالة ذهول ممزوج بشيء من العبط تماماً كبعض الحيوانات التي تحبس في أقفاص للفرجة دون أن تعرف تفسيراً لتصرفات الناس الذين يتفرجون عليها. وأكثر ما يروعني أن هذا الأمر ليس حصراً على صغار السن، بل يشاركهم فيه كبار كثر وهذا بدوره يسهم في إشاعة التفاهة وتنفيذ ما يسعى إليه أرباب الإعلان الذين يتآمرون علينا إعلانياً بطرق شتى.