قرأت و للأسف الشديد خبراً في إحدى وسائل الإعلام السعودية بأن أحد مفسري الأحلام و هو شخص لديه لقب دكتور (لا أعرف دكتوراته في أي تخصص) قد ذكر بأنه رأى دلائل و قرائن و جمع العديد من الرؤى و تبيّن له بأن فريق الإتحاد سيفوز على نادي الأهلي. و لكن تفسير أحلامه كان في وادي و نتيجة المباراة في وادٍ آخر. فقد فاز الأهلي على الإتحاد بعكس ما توقع مفسر الأحلام. و المعلوم بأن نتيجة هذه الباراة لها مساران. إمّا أن يفوز الأهلي أو يفوز الإتحاد. أي أن التخمين بسيطٌ لأنه يوجد لديك خياران لا ثالث لهما. و مع ذلك أخطأ معالي الدكتور و الذي أنا متأكد بأن ما عنده سالفه, و لكن قال في نفسه ما دام أن الإتحاد لديه أكثر من فرصة للفوز, فلماذا لا أستغل الفرصة الذهبية لكسب الشهرة. و الآن لدي سؤال.. و هو ماذا لو بالفعل فاز الإتحاد بالمباراة ،فيا ترى هل سترتفع أسهم مفسر الأحلام. و لكن ألم يسأل الدكتور نفسه فيما إذا كانت تصرفاته تعتبر جزءًا من الإدعاء بعلم الغيب. لا أعلم متى أصبحت مباراة كرة قدم بين فريقين من الأحداث التي تسبقها رؤيا!! فنحن نضع اللمسات الدينية على حدث رياضي عادي. فيجب أن يعلم ممّن يدّعون تفسير الأحلام بأن تصرفاتهم تنشر ثقافة التساهل بما يكتبه الله سبحانه و تعالى. بل أنها تزيد الإنسان المسلم خوفاً من المستقبللقد انتشرت تجارة تفسير الأحلام في مجتمعنا بطريقة تدل على مدى الجهل. و كذلك ضعف كثير من الناس فيما يخص ما يواجهونه من فشل لكي يجدوا له مبرراً. و الشيء المؤسف هو عندما تسمع الكلمات الضعيفة التي يحاول من خلالها من يدّعي معرفته بتفسير الأحلام لإقناع السائل أو المستمع. مع أن هذه أمور ليست من الأشياء التي يجب أن يتساهل فيها المجتمع و يجب أن لا يتم إعطاء من يدّعي تفسير الأحلام الفرصة إعلاميا أو إجتماعياً لكي لا يتلاعب بمشاعر المواطن البسيط أو الساذج. و الغريب ان مفسر الأحلام الذي توقع فوز نادي الإتحاد هو من الواضح من طلاب الشهرة. فهو يعلم بأن الرياضة و الشباب هما أقصر طريق للشهرة. فمِن خلال هذه التوقعات يستطيع و ببساطة أن يكون أحد النجوم. و إلى الآن أسأل, ما هي الرؤيا التي اعتمد عليها ؟و لا أعلم متى أصبحت مباراة كرة قدم بين فريقين من الأحداث التي تسبقها رؤيا!! فنحن نضع اللمسات الدينية على حدث رياضي عادي. فيجب أن يعلم ممّن يدّعون تفسير الأحلام بأن تصرفاتهم تنشر ثقافة التساهل بما يكتبه الله سبحانه و تعالى. بل أنها تزيد الإنسان المسلم خوفاً من المستقبل و تُضعِف الإيمان و تجعله تحت تصرّف عادة الشك التي قد تصاحب الأحلام بعد أن يسأل مفسري الأحلام..!!