في شعيرة الحج تتساوى كل الطبقات والأجناس والأعراق ويكون الجميع سواسية على قلب الاسلام والإيمان أكثر من 2 مليون حاج سنويا يصطفون في المشاعر المقدسة ينشدون رضا الله سبحانه وتنفق الدولة الملايين لخدمة الحجاج من كل بقاع العالم يأتون من أكثر من 140 دولة يلقون كافة الخدمات بيسر وسهولة والحمدلله على هذه النعمة الكبيرة التي تيسرت لهذه الدولة المباركة أعزها ووفقها الله كل الامور متيسرة والحمدلله ،العائق الوحيد الذي يؤثر ويتكرر كل موسم هو تلك التكاليف الباهظة التي تفرضها حملات الحج على الحجاج سواء من الداخل او الخارج فقد اصبحت هذه التكاليف الكبيرة حائلا بين الكثيرين وقضاء فريضتهم الكل يعرف ان تكاليف الحج زادت بأسعار باهظة فمنذ سنوات قليلة نتذكرها كانت بين الالف وثلاثة آلاف ريال والآن وصلت الى متوسطات عالية جدا تتجاوز الخمسة عشر الف ريال وهذا للحملات المتوسطة وقد سمعت انها وصلت الى حوالي 120 الف ريال في حملات كبار الشخصيات مع ان الاجر بإذن الله واحد ! تكاليف حملات الحج سواء لحجاج الداخل او الخارج هي مسؤولية وزارة الحج والجهات الرقابية ومن الواجب عدم ترك تحديد اسعارها على المستثمرين وملاك حملات الحج وحدهم لان همهم الاول والاخير جني الارباح وليس خدمة ضيوف الرحمن وحتى وان تعذروا بارتفاع عناصر وتكاليف تنظيم الحملات وخاصة النقل كما يقولون والايجارات والمواد الغذائية والنظافة فهذا امر نسبي ولا يجب ان ينعكس على تلك النسب المرتفعة في الاسعار، في وجهة نظري يجب ان تكون هناك مستويات محددة من الاسعار وتخضع لرقابة صارمة وترتبط بأسعار عناصر التنظيم لا ان تترك مفتوحة يستفيد منها ملاك ومستثمرو الحملات ويروح ضحيتها اصحاب الدخول المنخفضة لانهم امام موقف حرج بين قضاء فريضة الشعيرة وبين مصدر دخل للوفاء بتكاليف الحملة التي اجزم الآن انها ليست في متناول نصف المواطنين تقريبا فما هو الحال لفقراء المسلمين في الخارج الذي لا يستطيع توفير هذه التكاليف، والدولة والتي تنفق بسخاء على المشاعر المقدسة بل نطالب بقوة ان تفرض على الحملات تخصيص نسبة من سعة الحملة لذوي الدخول المنخفضة بما لا يتجاوز ثلاثة آلاف ريال وهذا السعر هو الذي اراه منطقيا وفي متناول المواطن العادي من غير فئة حجاج الخمس نجوم والا اصبح حلم الحج للمواطن والمقيم والقادم من الخارج ونحن في ظل موجة الغلاء السائدة والمتزايدة شيئا متخيلاً، والله المستعان.