قفزة فيلكس التاريخية والتي استغرق التحضير لها أكثر من 7 سنوات لابد أن تفتح باب التأمل حول الفجوة الحضارية بيننا وبين الغرب، الفجوة من حيث الرغبة في النجاح، والرغبة في تحقيق أرقام قياسية، الرغبة في أن يكون كل إنسان رقما مؤثرا في معادلة التميز والريادة العالمية، وهذا ما كان من الغرب إلا أن هيأ المناخ الاجتماعي لفيليكس ليقضي كل ذلك الوقت في التدريب، وما كان من العالم إلا أن حبس أنفاسه مع قفزة المظلي النمساوي إلى الأرض. يقول تومبسون كبير المهندسين المسؤول عن قفزه فيليكس: ان من أهم التحديات التي واجهتنا في القفزة كانت حالة الجو، فقمنا بدراسة حالة الجو في نيو مكسيكو طيلة التسع سنوات الاخيرة إضافة إلى تحدّ يكمن في تعطل اجهزة حرارة الوجه، وتحديات تتعلق بالدوائر الكهربائية الخاصة بالكبسولة، كل ذلك يفتح باب التساؤل حول التجربة، هل تجربة فيليكس ستؤثر في تطور مفهوم سياحة الفضاء؟ وإن كان كذلك هل سنشهد نموا في هذه السياحة حول العالم قبل العام 2014م؟ وهل نقول إن قفزة فيليكس التي تجاوزت سرعة الصوت ستساهم في تطور أبحاث الفضاء فيما يتعلق بالجاذبية وحركة الإنسان داخل الغلاف الجوي وخارجه؟ وهل ستؤثر إيجابا في أبحاث ريادة الفضاء وبخاصة الأبحاث والاكتشافات التي تدور حول كوكب المريخ؟ إن الخمول الذهني وتأخرنا في مسار الأبحاث والتطوير وتأخرنا كذلك في اللحاق بركب العالم المتقدم يكلفنا الكثير الكثير من التأخر والذي يتضاعف مع كل تجربة جديدة يتسابق إليها الشرق والغرب ونحن بعيدون كل البعد عما ينجزه العالم، وهنا علينا أن نتحدث بمزيد من الوضوح، هل ثقافة المجتمع كانت سبباً في عدم إنجاب فيليكس سعودي؟ هل طرق التربية التي حرص المجتمع على المحافظة عليها حتى مع التغييرات العصرية جعلت الأبناء والبنات في مرحلة التيه؟، هل التعليم الذي لا يقود إلى تعلم وتطوير بوصلة فكر الإنسان السعودي بشكل يتناسب مع سرعة التحولات العلمية والتقنية ساهم في ذات الواقع الذي لم يستطع المجتمع مع مثل هذه القفزة سوى التهكم والمتابعة ثم العودة إلى ممارسة السائد والمألوف دون أن يحرك ساكناً. إننا أمام تحديات تتزايد طردياً، فعلمياً وعالمياً أبحاث جديدة تتحدث عن العلاقة بين القمر والأرض وأبحاث أخرى تتحدث عن كواكب جديدة، فأمام كل هذه التحديات التي قد تغير مسار العالم لا بد من الصدق مع الذات ومع بعضنا البعض في سبيل أن نعترف بواقعنا وبحث السبل العلمية لا الدعائية للحاق بركب العالم المتقدم.