غيّب الموت «ستيف» جوبز (Steven Paul Jobs)؛ (24 فبراير 1955 - 5 أكتوبر 2011) مخترع وأحد أقطاب الأعمال في الولاياتالمتحدة. عُرف بأنه المؤسس والمدير التنفيذي السابق، ثمَّ رئيس مجلس إدارة شركة أبل. لكن أبل تستعد خلال أيام لطرح منتجها الجديد من سلسلة هواتفها الذكية بتقنيات أعلى، الحياة لا تتوَّقف لموت أحد ولو أنها تتوَّقف لتوقفت لموت سيد الخلق صلَّى الله عليه وسلَّم. هذه الفكرة تحديدًا نحتاج لترسيخها في كافة منظماتنا وخصوصًا الحكوميَّة منها إذ لا تزال هذه المنظمات تعاني من غياب العمل المؤسسي لوقوعها تحت طائلة الثقافة الأحادية القائمة على فكرة القائد «السوبر مان» الذي يهبط من الفضاء وبيده العصا السحرية التي تمتلك كل الحلول. ولأننا نجيد النفخ في البالونات الفارغة وغير الفارغة فإن القائد الجديد ينتفخ حتَّى يفقد القدرة على الحركة إلا حول نفسه وتضيق دائرة عمله وربما يعود بالمؤسسة إلى نقطة الصفر لينكث عهده مع كل ما أنجزه السابقون قبله فيهدر من المال والجهد ويفوِّت على الوطن وأجياله فرصة التطوّر واستثمار العمل الإنساني التراكمي.كيف لا ونحن أحفاد من قالوا: «يداك أوكتا وفوك نفخ». فتلقى صنيعتك!! في رأيي أن نجاح القائد المبدع يظهر ويتجلَّى بعد تركه منصبه، حَيْثُ يظهر بعد غيابه واقع المؤسسة وكيف أدارها وماذا أبقى لها؟ هل كان يغلب العمل المؤسسي الذي يقوم على بعد إستراتيجي عمل من خلاله على تحقيق أهداف المؤسسة وتطويرها والعاملين فيها والمستفيدين منها وسنّ أنظمة وتشريعات محفزة تحقق العدالة وتَضمَّن تساوي الفرص. هل عمل على إعداد خليفة له إدراكًا منه أن القائد هو من يصنع الخلفاء له ويجعل المؤسسة لا تسقط حين يختفي من أروقتها لأيِّ سبب من الأسباب. المفكرون الإداريون يتساءلون: أيهم أهم ثقافة القائد أم ثقافة المنظمة؟ وتوصلوا إلى أن المنظمة الناجحة هي المؤسسة التي تصنّع قياداتها وليس العكس؟ لا غنى عن إبداع القائد لكننا أحوج إلى ثقافة مؤسسة واضحة ومقننة تقوم على الشفافية والعدالة. فقد عفا الزَّمن على فكرة انتظار سوبرمان يظهر ويحلق، ثمَّ يغيب، ثمَّ تعود الأمور لنقطة الصفر مجددًا.