حمد بن عبد الله القاضي - الجزيرة السعودية =1= الشاشات أين وقت المشاهدة؟! ** لم يعد الواحد منا قادراً على متابعة ما تعرضه الشاشات التلفزيونية بعد أن أصبحت أكثر من هموم أمة العرب! فضلا عن منافسة البدائل الأخرى وضيق وقت الإنسان. لهذا أصبح الواحد منا يختار بعض الأوقات وبعض القنوات وبعض المواد لمشاهدة ما يعرض بها حسبما يسمح به وقته وظرفه. في «رمضان» الماضي تعجبت من أصحاب الشاشات فهم يتوقعون أن المشاهد سيستفرغ لهم مع أن رمضان يضيق فيه وقت الإنسان أكثر بحكم الأوقات المخصصة للعبادات والزيارات ولكنهم حشدوا مع ذلك مئات المواد وبخاصة المسلسلات التي كان عددها (200) مسلسل كما نشرت «الجزيرة» في بداية رمضان وقد علقت عليها وقتها: أن الإنسان يحتاج ليكون يومه ما بين 100ساعة و(150) ساعة حتى يشاهد هذه المسلسلات التي مدتها ما بين نصف ساعة وثلاثة أرباعها, أنا لم أتابع في رمضان سوى فقرات محددة من مسلسل «واي فاي» وأقول فقرات محددة لأن بعض الفقرات تهريج ممل فضلا عن فقرات خادشة للحياء وفي مثل شهر رمضان وأمام الأسر، وأما غيرها فلم أعلم عنها شيئا وأعتقد أن هناك كثيرين مثلي فقد رأيت أن عدداً كبيراً ممن التقيت بهم لم يشاهدوا حتى مسلسل «عمر بن الخطاب» رغم الدعاية الكبيرة له فضلا أن أغلب هذه المسلسلات التي أبطالها سعوديون وممثلات غير سعوديات تسيء كما قرأت وسمعت إلى مجتمعنا وتظهره بصورة غير حقيقية من الانفلات والعلاقات بين المرأة والرجل والنادر لا يقاس عليه. لذا على القنوات أن تعيد نظرتها لشهر رمضان حول أنه «شهر المسلسلات», إن على القائمين عليها أن يدركوا أن المشاهدين صارت لهم اهتمامات أخرى وبدائل جديدة فضلا عن ضيق وازدحام الوقت لديهم, وتحديداً في رمضان المبارك على وجه الخصوص. أعتقد أن نجم «المسلسلات» بدأ بالأفول ! *** =2= القناة الأولى برامجها ومواكبة المناسبات ** احتشدت في شهر رمضان كثير من المناسبات المهمة: مناسبة شهر رمضان وحملة التبرعات للأشقاء في سوريا وآخرها مؤتمر القمة الإسلامي وقد كان على وسائل إعلامنا رسالة كبيرة في تغطية هذه المناسبات المهمة ولعلها أدت هذا الدور المطلوب منها. في التغطية المرئية وفقت «القناة الأولى» أو كما يطلق عليها «أم القنوات السعودية» في تغطية أو بالأخرى كشف -كما يرى معالي د. عبدالعزيز الخويطر لغوياً- هذه المناسبات بدءاً من موادها بما يناسب شهر رمضان ببرامجها الدينية والعامة ونقل صلوات التراويح والقيام من بيت الله الحرام وغيرها, ومروراً بالحملة الوطنية للتبرعات وما هيأت لها من حلقات خاصة وتغطيات مباشرة على مدى ليال مع أطياف من الضيوف الشرعيين والمثقفين فضلا عن نقلها ما يتم في أماكن التبرع وأخيراً نجاحها في إبراز مناسبة «مؤتمر القمة الإسلامي» بمكة المكرمة وأهداف ونتائج وأبعاد المؤتمر حيث حشدت تغطيات وندوات وبرامج استطاعت أن تبرز رسالة هذا المؤتمر وقراراته فتحية ممزوجة بالشكر للأخوة في القناة الأولى على جهودهم وعطائهم. *** =3= التلفزيون وتوقيت عرض البرامج ** توقيت عرض البرامج مهم جداً لكسب المشاهدين لأي قناة, واضرب مثلا بعدم مناسبة وقت عرض المواد بما حصل بالقناة الأولى لبرنامج جديد اسمه «خواطر رمضانية» الذي دعت له القناة عدداً من الضيوف فتحدثوا فيه أحاديث شائقة عن قيم رمضان, مثل الرحمة والتسامح والصلح وغيرها وبأسلوب مبسط ومشوق والحلقة لا تتجاوز مدتها 10 دقائق وقد تم عرضه بعد صلاة الفجر بنصف ساعة برمضان وفي هذا الوقت %90 الناس نائمون فهم يعيشون مع أحلامهم ولا يشاهدون برامج قناتهم وقد تحدثت مع الأستاذ سليمان الحمود مدير عام القناة الأولى حول هذه الملاحظة التي سمعتها من عدد من الأخوة وقد اقتنع بها ووعد بتدارك ذلك، ولكن لعل المناسبات المهمة في رمضان لم تساعد على ذلك لذا لعل القناة تعيد مثل هذه البرامج التي تم عرضها في أوقات لا يشاهدها إلا الندرة.. لعلها أن تعيدها في مناسبة أخرى.