لاحظ أفراد عائلتي تحولاً غريباً في عاداتي وسلوكي، بعد أن صرت حريصاً على متابعة مباريات بطولة التنس العالمية، وصرت أتحدث عن سيرينا وليامز وفيدرر وروديك،.. وبدأت الحكاية عندما كنت بمفردي في البيت، ومررت على نحو عشرين قناة تلفزيونية، وكانت جميعها تسد النفس، أو تستفز رجولتي، فقررت التوقف عند قناة كانت تبث مباريات التنس، وكما المضطر الذي يركب الصعب، جلست أنظر للاعبي التنس. وانتبهت لأول مرة إلى أنها لعبة صعبة وبها جماليات ومهارات لافتة للانتباه، ومنذ ذلك اليوم صرت أجلس طويلاً أمام التلفزيون لمتابعة مباريات ويمبلدون، ورولان غارو، وأجمل ما في الموضوع هو أنني لست معنياً بفوز زيد أو عبيد.. يعني لا تفرق معي إذا فاز سويسري أو سنغالي، وعلى كل حال فالمهم عندي في مجال التنس الذي دخلته متأخراً هو "الفرجة" على لعبة اكتشفت أنها قمة في الإمتاع وتتطلب لياقة بدنية عالية، وما هو أجمل من كل ذلك هو أنه لم بكن هناك بين المتنافسين لاعب عربي، بل ليس من الوارد أن يصل عربي إلى ويمبلدون خلال المائة عام المقبلة، مصحوباً بمشجعين يقرعون الطبول وينفخون في الأبواق، وعندما يخسرون المباراة يعزون ذلك إلى مؤامرة صهيونية. زوجتي تفسر تعلقي بالتنس بأنه من علامات الخَرَف وتقول: اختشي على دمك يا راجل.. عيب عليك تتفرج على عيال يتنططوا بكورة صغيرة! وكي أؤكد لها أنني أشاهد التنس بكامل قواي العقلية فإنني أنتقل إلى قناة روتانا أو ميلودي أو أم تي في.. حيث تتلاعب مطربات من فصيلة نواقض الوضوء بكرات على صدورهن! وعينك ما تشوف إلا النور! زوجتي تفسر تعلقي بالتنس بأنه من علامات الخَرَف وتقول: اختشي على دمك يا راجل.. عيب عليك تتفرج على عيال يتنططوا بكورة صغيرة! وكي أؤكد لها أنني أشاهد التنس بكامل قواي العقلية فإنني أنتقل إلى قناة روتانا أو ميلودي أو أم تي في.. حيث تتلاعب مطربات من فصيلة نواقض الوضوء بكرات على صدورهن! وعينك ما تشوف إلا النور! تتجه أم الجعافر إلى لوحة مفاتيح الكهرباء وتسحب كل الفيش والفيوزات حتى يغرق البيت في الظلام.. عندئذ أقول لها بكل خبث: أهه، التنس وللا أبصبص في روبي وأليسا والعجرمية؟ هنا ألمح الهزيمة في وجهها فتسمح لي باستئناف متابعة مباريات التنس. وقد حرصت أيضا على متابعة قرعة الألعاب الأولمبية التي ستبدأ بعد أسبوعين أو ثلاثة، وعندما فازت بها لندن لمست غضباً في بعض الأصدقاء فقلت لهم: لماذا الغضب؟ هل كنتم تتمنون فوز السودان أم ليبيا أم لبنان بتنظيم الدورة؟ يا جماعة: في مجالات الرياضة والعلوم والاختراعات والاقتصاد والتنمية والبحوث نلتزم نحن بحكم صلاة الجنازة فطالما غيرنا يقوم بالاجتهاد في تلك المجالات فلا داعي لوجع الرأس، وعلينا التركيز في المجالات التي أثبتنا فيها كفاءة وجدارة مثل تلويث النسل في أوروبا وآسيا صيفاً، واتهام إسرائيل بأنها تتآمر للإطاحة بحكامنا الديمقراطيين المزمنين، والذين لا نرضى بهم وعنهم بديلاً، لأنهم سيحررون فلسطين وسيحاربون الفقر ويوفرون لنا الحريات.. في المشمش، وما موسم المشمش ببعيد.