«ضمن خدماتها المتعددة، قرر محرك البحث الشهير جوجل تقديم خدمة جديدة أطلق عليها مسمى «مفتي جوجل» يقوم بتقديم الحكم الشرعي مباشرة للسائل بناءً على رغبته، وتتميز هذه الخدمة عن مثيلاتها من مواقع الإفتاء بوجود خانة اختيار الحكم الفقهي بأسفل السؤال مباشرة، بحيث يستطيع الشخص أن يختار الحكم الفقهي الذي يريده وبناء عليه يقوم الموقع بسرد الدليل والفتوى الملائمة للشخص السائل» انتهى. جوجل لم تبدأ بعد تدشين هذه الخدمة ولا أظنها ستقوم لأن مستطيل البحث لديها يقوم بهذه المهمة على أكمل وجه، فصار كل من هب ودب يفتي على هواه، يسوغ الدليل الذي أعطاه إياه جوجل ويحتج به بأنه حكم الله في هذه المسألة. جوجل بمحركها للبحث أنجبت لنا مئات بل آلاف المفتين متلقي الفتاوى المعلبة التي أصبح متناولوها قادرين وبكل ثقة أن يحددوا ما يرضي الله وما يغضبه. لا فرق لدى جوجل أن تكون حاملاً للشهادة الابتدائية أو خريج كلية شرعية، لم تقرأ كتيباً واحداً أو قضيت عمرك بين الكتب قارئاً وباحثاً، فدخولك على موقع جوجل يصيرك مفتياً تملك رأي الإسلام في كل جوانب الحياة، من الصعود إلى القمر إلى بيع مكائن الخياطةولا فرق لدى جوجل أن تكون حاملاً للشهادة الابتدائية أو خريج كلية شرعية، لم تقرأ كتيباً واحداً أو قضيت عمرك بين الكتب قارئاً وباحثاً، فدخولك على موقع جوجل يصيرك مفتياً تملك رأي الإسلام في كل جوانب الحياة، من الصعود إلى القمر إلى بيع مكائن الخياطة سنجر، ويمكنك من البت في كل قضية متيقناً بأن رأيك هو الرأي الشرعي الصحيح الأوحد وأي رأي آخر هو رأي مخالف للإسلام، رأيك هو الرأي الذي يدخل الجنة المرضي لرب العالمين ورأي غيرك رأي يحمل جينات الليبراليين والتغريبيين والمبتدعة والزنادقة والعقلانيين مميعي الدين. مفتي جوجل له علامات بارزة تميزه عن غيره من المفتين والعلماء وهي أنه يخنس في القضايا الثابتة والمجمع عليها وينشط عند الحديث في الأمور الفقهية المختلف فيها، فمفتي جوجل لا يؤمن بالخلاف ولا يرى له مكاناً ويرى أن كل رأي فقهي مهما كبر مجمع عليه (على رأيه هو) فخدمة جوجل زودته بالحكم الفقهي الوحيد، مفتي جوجل مغرق في الجزيئيات يبتعد عن القضايا الكبرى ويستمتع بالفتيا بالقضايا الصغرى الهامشية. مفتي جوجل واثق بعلمه، واثق بجوجل ثقة كبيرة تجعله يسفه ويحتقر ويطعن في شأن علماء أجلاء أفنوا عمرهم في العلم الشرعي بمجرد أن لديهم رأياً آخر ينافي هواه ودليلاً يخالف دليله المستخرج من جوجل. فشكراً لجوجل الذي منحنا مشايخ وعلماء بعدد ذرات الرمل وجعل لكل بيت مفتياً وفي كل شارع عالماً، شكراً جوجل وكل عام وجوجل بخير منجبا للعلماء والفقهاء.