المراقب للسياسة الخارجية الإماراتية وطبيعتها المتحفظة في العادة يستغرب التصريحات التويترية المتشدّدة التي أطلقها الفريق ضاحي خلفان قائد شرطة دبي باتجاه الرئيس المصري المنتخب الدكتور محمد مرسي، وخطابه الأول في ميدان التحرير الذي أدى فيه القسم رمزيًا للتأكيد من جانبه على المحافظة على خط الثقة، والتواصل ما بينه وبين الشارع المصري مفتوحًا وشفافًا في نفس الوقت متعهّدًا أمام جمهور ميدان التحرير على العمل بتشكيل حكومةٍ مدنيةٍ متعددة الأطياف والتوجّهات الفكرية. تصريحات ضاحي خلفان التي أسف فيها على فوز محمد مرسي برئاسة مصر ووصفه بالاختيار غير الموفّق وتهكّمه بالقول «القدس القدس يا مرسي.. ..... القدس» وانه سيأتي حبوًا إلى دول الخليج طلبًا للمساعدة ولن يفرش له السجاد الأحمر.. تصريحات أقل ما يُقال عنها إنها تأتي خارج العرف الدبلوماسي المتعارف عليه ما بين الدول. من حق ضاحي خلفان التعبير عن رأيه الشخصي حول رفضه فكر وأيديولوجيات الإخوان المسلمين في مصر والدول العربية التي من بينها الإمارات العربية المتحدة ولكن هذا التعبير عن الرأي لا يعطيه الحق في مصادرة آراء واختيارات الملايين المصرية التي صوّتت بشفافية له وأوصلته إلى سدة الحُكم. من حق ضاحي خلفان التعبير عن رأيه الشخصي حول رفضه فكر وأيديولوجيات الإخوان المسلمين في مصر والدول العربية التي من بينها الإمارات العربية المتحدة ولكن هذا التعبير عن الرأي لا يعطيه الحق في مصادرة آراء واختيارات الملايين المصرية التي صوّتت بشفافية له وأوصلته إلى سدة الحُكم مما يعني احترام هذا الاختيار حتى لو أتى مخالفًا لرغبات وأماني خلفان. فوز الدكتور محمد مرسي برئاسة مصر هو استكمال لسلسلة متواصلة من التغييرات السياسية الكبرى التي تشهدها الساحة السياسية العربية بدءًا من تونس مرورًا بليبيا وصولًا إلى مصر، ومنه بحول الله إلى سوريا الدامية بسقوط نظام الأسد، حيث من الملاحظ ان البديل للانظمة الاستبدادية البائدة هو الالتجاء إلى الاطار الأقرب لقلوب وعقول العامة وهو الاطار الديني وليس الإسلامي فقط، وإنما المسيحي وغيره من الأطر الدينية التي يمارسها الشعب. تصريحات ضاحي بن خلفان مستغربة لأنها في الاساس لا تقع ضمن مسؤولياته الوظيفية التي تنحصر في المحافظة على أمن وسلامة دبي داخليًا وما اطلقه من تصريحات تختص به وزارة الخارجية الإماراتية إلا في حالة حصوله على الضوء الأخصر من الشيخ عبدالله بن زايد وزير الخارجية الاماراتية!. من جهة اخرى، ما هي الفائدة التي ستجنيها دبي بالأخص ودولة الإمارات عمومًا من إطلاق مثل تلك التصريحات السلبية؟ نحن في الخليج غالبًا نوجّه لومًا حكوميًا وشعبيًا شديدًا للتصريحات التي يطلقها بعض المسؤولين الإيرانيين من وقت لآخر لدول الخليج وبخاصة دولتي البحرين والإمارات التي تحتل إيران عددًا من جزرها. وعلى ما اعتقد ان ضاحي بن خلفان وقع في نفس الفخ على الرغم من انني لم أسمع يومًا تصريحًا له حادًا حول إيران؟