ما الفائدة المرجوة من 400 ناد وملتقى صيفي سيبدأ التسجيل فيها هذا اليوم في جميع أرجاء المملكة؟! وأي عائد سيعود على الوطن من 66 مليون ريال ستصرف على برامج هذه الأندية وأنشطتها؟! يجب أن نضع النقاط على الحروف ولا نجامل على حساب الوطن ونتساءل بصوت مسموع ولو أغضبنا البعض: ماذا يجري داخل هذه الأندية وسط غفلة من الجهات الإشرافية في إدارات التربية والتعليم؟! هذه الأسئلة وغيرها تطرح أحياناً من هنا ومن هناك، وقد يتحمس لها أصحابها، ولكني - من واقع اطلاع على برامج هذه الأندية - أقول: إن من عرف الأندية الصيفية واطلع على ما تقدمه لا يمكن أن يسأل مثل هذه الأسئلة. على العموم فلا بد من الرقابة لكن رقابة لا تحطم الإبداع وتجعله أسيراً للبيروقراطية القاتلة، ولذلك ليت هذه الرقابة تكون مجتمعية أكثر منها رسمية، فيقوم كل أب وصاحب رأي بزيارة النادي القريب من محل سكنه، ويطلع على أنشطته وبرامجه ويكرمهم عند وجوده ما الفائدة وما العائد؟! لو لم يكن من فوائد هذه الأندية إلا حفظ وقت الشباب وحمايتهم ممن يتربصون بهم مستغلين الثالوث الخطير الشباب والفراغ والجدة لكفاها فخراً، فكيف إذا كانت بالإضافة إلى حفظ الوقت تقوم باستثمار هذا الوقت ببرامج وأنشطة تبني شخصيات هؤلاء الشباب وتفجّر طاقاتهم وتأخذ بأيديهم ليكونوا رجالاً مبدعين منتجين؟ هذه الأهداف الجميلة والرائعة تساوي الملايين التي ستصرف عليها، بل قد لا تستطيع هذه الملايين أن تفي بما تحتاجه هذه الأندية إذا كنا نريد عملاً جاذباً مميزاً! وإني أقولها صادقاً: ليت الملايين التي تصرف على بعض الأنشطة والمشاريع التي إن لم نكن خسرنا بسببها فلم نكسب منها الكثير توجه لمثل هذه الأندية ذات الأهداف الواضحة والمميزة! بقي سؤال الرقابة وماذا يدور في هذه الأندية؟ ولتعرف الجواب انظر كيف يتسابق القائمون على هذه الأندية والمشرفون بأبنائهم إليها، وانظر في نوعية الشباب المشارك في هذه الأندية، وإن كثيراً ممن شارك فيها يعود إليها بهمة ونشاط فقيادات هذه الأندية هم طلابها في مرحلة سابقة. وعلى العموم فلا بد من الرقابة لكن رقابة لا تحطم الإبداع وتجعله أسيراً للبيروقراطية القاتلة، ولذلك ليت هذه الرقابة تكون مجتمعية أكثر منها رسمية، فيقوم كل أب وصاحب رأي بزيارة النادي القريب من محل سكنه، ويطلع على أنشطته وبرامجه ويكرمهم عند وجوده، أما الاكتفاء بقيل وقال فلا تحقق للوطن إلا تحطيم المنتجين وتدمير المشاريع. كل التقدير للرجال الذين يعملون في إجازة الآخرين من أجل أبنائنا!