أحداث غريبة كتبت عنها وتناقلتها وسائل الإعلام مؤخرا، كان أصحابها من فئة الشباب، فهنا ملاحقة الجن والهجوم عليهم بخطط منظمة مدروسة، تم الإعداد لها بشكل دقيق، وهنا ملاسنة بين فتاة في مجمع تجاري وأحد رجال الحسبة وتصويرها مع سبق الإصرار والترصد وإيصالها للرأي العام.. ولعل المتأمل لهذه الأحداث يدرك ومنذ الوهلة الأولى الكثير من الأهداف التي تحققت لهؤلاء، سواء كان هذا الأمر عن قصد أو عن غير قصد، على أن الهدف الأساسي هو لفت نظر العالم إلى الكثير من الأمور التي غفل الناس عنها في زحمة الأحداث التي يموج بها العالم.. تلك الأحداث العظمى التي أُسقط فيها الكثير من الرموز، وانتهت أسطورة القوى التي لا تهزم. ولعلهم أرادوا عملا على هذه الشاكلة، فكان الهدف إسقاط أسطورة هيبة الجن، خاصة أن هذا الجن تمادى مؤخرا فبدأ بالتدخل في حياتنا مفسدا ومخربا، موجها من يتلبسهم بالفساد والإفساد وأكل أموال الناس بالباطل، أو كما (افتروا عليه) ، لذلك فإن الثورة عليه وإسقاطه أمر حتمي، فكانت تلك المعارك التي يقودها الشباب متزامنة وموجهة ضد معشر الجن. أما معركة الفتاة مع رجل الحسبة، وإن كانت لم تحقق ذات الأهداف؛ إلا أنها تهدف للفت الانتباه كذلك وتسليط الضوء على الكثير من الممارسات التي يزخر بها المجتمع وتحتاج إلى مزيد من الدراسة، بالإضافة إلى أن الشباب لفتوا الانتباه لأنفسهم.. هؤلاء الشباب الذين يملكون كل هذه الطاقات الإبداعية والجسمية، والذين يستطيعون التفكير وإيجاد الحلول العصرية لكثير من المعضلات؛ لم يجدوا لمشاكلهم حلا ناجعا، حيث يفتك بهم الفراغ وتتقاذفهم الجامعات أو الشركات والمؤسسات الخاصة، ويضيعون خلف سراب وعود الوزارات، فمن لم يكمل تعليمه أخبروه أن لا وظيفة بلا شهادة، أما المتعلمون فهم يعلقون شهاداتهم على جدار الخيبات الممتلىء بالإحباطات المتكررة ويرحلون، فحملة الدبلوم بلا وظائف، لأن شهاداتهم ليست جامعية، والجامعيون لا مكان لتخصصاتهم، ولا وظائف تكفيهم. حتى ينتهي بهم الأمر على قارعة الطريق. هذه رسالة لكل المتابعين لقضايا الجن، دعوكم من الجن فسيتولى الشباب أمرهم، وانتبهوا للشباب أنفسهم، فلديهم الكثير مما يستحق الاهتمام.