ظهرت في العاصمة اليمنية صنعاء مقاه جديدة تغاير النمط السائد، ما جعل البعض يتوقع منها أن تساهم في إحداث تغيير ايجابي في سلوك الشباب اليمني خصوصاً لجهة الحد من تناول القات، ونشر استخدام التكنولوجيا الجديدة وخلخلة ذهنية الفصل بين الجنسين. وما يميز هذه المقاهي التي لا يتجاوز عددها حتى الآن الثلاثة، هو حظرها تناول القات والتدخين وتوفيرها خدمة شبكة الإنترنت اللاسلكية المجانية ما يجذب الكثير من الشباب وخصوصاً الفتيات. وباتت ساره (22 سنة) تلتقي صديقاتها في شكل شبه يومي تقريباً، ليس في المنزل او الجامعة كما جرت العادة، بل في مقهى «ذا كوفي تريدر» الواقع في الحي السياسي للعاصمة اليمنية صنعاء. وقالت سارة وهي طالبة في السنة النهائية في كلية التجارة: «ما يميز هذه المقاهي هو توفير خدمة الإنترنت مجاناً، اضافة الى الهدوء الذي تتسم به». وأعتبرت مقهى «ذا موكا كوفي» الواقع في مدينة حدة السكنية «اكثر هدوءاً وأنسب للعمل، مع ذلك آتي الى هنا بسبب قربه من المنزل». وتقضي سارة مع صديقتين لها اجزاء من النهار في تصفح الإنترنت كل على «لابتوب» خاص بها. وتابعت: «نعمل حالياً على إعداد مشاريع التخرج ونستعين بما توفره شبكة الإنترنت من معلومات ومراجع». وعلى رغم ان مثل هذه المقاهي مختلط، فإن الفتيات والشبان يملن إلى الجلوس مع بعضهم البعض في مجموعات صغيرة. إلا أن ثمة طاولات قد تجمع شاباً وفتاة أو أكثر ولكنه مشهد نادر. وقال وسيم الحرازي وهو شاب يعمل مشرفاً في المقهى: «لا نمنع الاختلاط لكن ما يميزنا عن بقية المقاهي التي تخصص اماكن جانبية للعائلات، هو ان مقهانا مفتوح على الجميع وللجميع بحيث يصعب الانفراد أو الانزواء». وتقدم هذه المقاهي عصائر وشاياً وقهوة ووجبات خفيفة لكن باسعار مرتفعة جداً بالنسبة للقدرة الشرائية في اليمن. وقال الحرازي: «نمنع الشيشة وإدخال القات ومن يرغب بتدخين السجائر يخرج الى فناء المقهى». وأحياناً يستخدم الفناء من قبل شبان لا يملكون نقوداً تكفيهم لارتياد هذه الاماكن، لكنهم يرغبون في استخدام الإنترنت المجاني. وعلم أن صاحب المقهى مستثمر أميركي يرغب في أن يقدم المقهى نموذجاً جديداً من المقاهي في اليمن في شكل يمكن اليمنيين من التخلص من عاداتهم السلبية مثل تناول القات. الا أن بعض الشبان ذكروا أن تردد حارس المقهى على الصالة يذكرهم «بحركات الحرس الجامعي» الذين عادة ما يعمدون الى التجول في الأماكن التي يتوقع أن يوجد فيها فتيات وفتيان على انفراد. ومعلوم أن مقاهي الإنترنت المنتشرة في المدن اليمنية لا تمنع تعاطي القات ولا التدخين بل ان بعضها يصمم جزءاً من المحل على شكل مجلس عربي له مساند وتكايا عوضاً عن الكراسي والطاولات من أجل إقامة جلسات المقيل. ويرى حمدي وهو طالب جامعي يتردد على هذه المقاهي الجديدة أنها فرصة جدية للترفيه وربما توفر بدائل حديثة وغير مباشرة لتعاطي القات خصوصاً في ظل غياب دور سينما او مسارح أو أماكن التسلية، لكنه يأخذ عليها ارتفاع أسعارها. وتمنى الطالب في كلية الآداب جامعة صنعاء أن يفي الرئيس اليمني بوعوده التي كان أطلقها حول تعميم الحاسوب على كل مواطن يمني.