يصعب على الإنسان أن يجد نفسه في موضع إتهام بدون جريمة إقترفتها يداه، وكذلك الدول عندما يلصق بها موقف يخالف تماما سلوكها السياسي المعلن والمعروف، والأصعب من هذا كله أن تكون مضطرا للدفاع عن إجراء يمثل نظاما إذا لم يحترم نكون قد دفعنا عجلات الممارسة والمطالبة - التي يرى البعض صحتها - نحو اتجاه كل المداخل إليه تؤدي إلى الفوضى، بعض أبناء هذا الوطن تأخذهم الحماسة لنصرة اشقائهم إلى ما يمكن تسميته ظلم بلدهم، بدون قصد أو نيات مبيتة منهم. يا أهل البلد بلدكم عزيز ومواقفه عزيزة، لا أريد أن أذكر أو أزايد على معرفتكم بمواقف الوطن، ولكن أردت أن أفتخر وأغني معكم بأصواتكم الشريفة أغنية في حب الوطن "وطني الحبيب وهل أحب سواه"، وبعد هذه المشاعر النبيلة جاء دور التوضيح والرد على بعض ما انتشر من تعليقات لبعض الأسماء المحترمة والمعروفة بتدينها وبوطنيتها وجميعها تعليقات تؤكد انها منعت من جمع تبرعات للأشقاء المضطهدين في سوريا وهذه التعليقات تجعلنا نسأل هؤلاء المحترمين هل هم يتكلمون عن منع جمع تبرعاتهم في إيران أو في جنوب لبنان معقل حزب الله، أم يتكلمون عن المملكة التي تعد أول بلد دعا إلى تسليح الجيش الحر السوري، وذهبت بهذا الموقف إلى كل منبر دولي لتعلنه صراحة وبدون مواربة أو اختباء وراء مصالح مادية أو سياسية، ونذكر كل من أراد أن يكون محترما بموقف خادم الحرمين الشريفين من روسيا عندما استخدمت حق الفيتو لتعطيل قرار إدانة بشار الأسد في الأممالمتحدة فوجه لها نقدا غاضبا على موقفها الظالم للشعب السوري، وتحملت من أجل موقفها هذا الكثير من الإساءات والمخاطر التي وصلت إلى حد التعرض للقتل لبعض الشخصيات المهمة في البلد، وبعد هذا تثبت الأدلة أن التبرعات المادية من المملكة لم تتوقف يوما واحدا عن الشعب السوري الحر. المنع قد جاء بسبب الأسلوب وليس ضد الهدف الظاهر، لأن تبرعات هؤلاء المحترمين كانت ذا صبغة شخصية بحتة، وفي المنازل. وهذا أمر يحيط به الكثير من الشكوك، فمنع الارتياب أمر محمود ومطلوب، كما أن تبرعا يرتبط بإجراءات ونظام، يجب الإلتزام بمقتضياته، وهنا الإجراء هو طلب ترخيص لجمع التبرعات، حتى تصدق النية ويحفظ لأهل الإحسان إحسانهم. ولا يمكن لمن يستطيع أن يضع فمه بمليون إذن في ثانية واحدة بتويتر أن يحفظ مجده الشخصي عن طريق مزايدته بإحسانه على إحسان هذا البلد، ولعل من المناسب بعد هذه التعليقات غير المحترمة، أن تتقدم مؤسسة محترمة بإعلان جمع التبرعات للشعب السوري، حتى لا تتقدم على مواقف بلدنا المحترم، مواقف غير محترمة في هذا الوقت غير المحترم.