يعتقد بعض الأزواج والزوجات أن الحياة الزوجية لن تسير بشكل منظم إلا أن فرض أحدهما رأيه على الآخر وألغى شخصيته تماماً، فالزوجة ستجد مَن يهمس في أذنها "الرجال ما له أمان، لذا قصقصي جناحيه من أول يوم"، لذلك ستلج بيت الزوجية وعقلها مثقل بكل الخبرات السلبية لأمها وشقيقاتها وصديقاتها وربما جدتها وبعض نساء الحارة.. وفي ذهنها صورة ذلك المقص والجناحين المقصوصين والزوج المطيع الحبوب الذي سيعمل لها ألف حساب! فهي ستكون أشبه بالنمرة المتوثبة التي تنتظر نظرة خوف في عيني فريستها لتنقض عليها..! أما الزوج فحدِّث ولا حرج عن وصايا مَن حوله له وكأنهم ينقلون إلى تلافيف عقله إرثاً ملُّوا من حمله وملَّ منهم "لا تخليها تلعب عليك.. انتبه" "شاور الحرمة وخالفها"، "وإن ما وريتها العين الحمرا لعبت عليك"، لذا سنجده أشبه ما يكون بالأسد المفترس الذي لا يرضى أن "يدوس له أحد على طرف" حتى لو كانت نمرته.. فهكذا تنص وصاياهم..! وينفض الجمع ويذهب المدعوون إلى حال سبيلهم وتطفئ أنوار الاحتفال ولا يبقى إلا زوجة نمرة متوثبة وزوج أسد مزمجر تثقل عقليهما وصايا مقربين لا يهمهم صدق النصيحة أو وقعها على الطرف الآخر.. فالمهم أن ينصحوا والسلام وأنت وحظك "يا صابت يا خابت" وحدهما هذان الزوجان سيكونان وحدهما مع قلبين يرزحان تحت أنين خبرات سابقة مؤلمة لأزواج آخرين ربما كانوا يغطون في شخير مرتفع متناسين وصايا حشروها حشراً في عقل زوجين شابين كان من المفترض أن يبينوا لهما روعة الحياة الزوجية وجمالها ومتانتها! لذا وبمجرد مرور أشهر قليلة ستبدأ المشكلات في الظهور على سطح حياتهما الزوجية فهي تتلصص على جوّاله وكمبيوتره وتحاصره بأسئلتها على طريقة "كولمبو" وهو يسهر مع زملائه ولا يعيرها اهتماماً ولا يشعرها بأهميتها في حياته وقلبه وروحه.. فتبدأ الأحلام بالانهيار والأماني بالتلاشي والسعادة بالذوبان وتبدأ تلك الوصايا المشؤومة والخبرات المريرة للأهل والمحيطين بالتمدد في عقليهما واحتلال مساحة منه حتى يؤمنا بها ويبدآن بتطبيقها على تفاصيل عشهما الهش! فتتحول الحياة بينهما إلى صراع هي تريده أن يعترف وهو يظل هارباً منها وبعد محاولات عديدة وكرٍّ وفرٍّ بينهما يلجآن لأهلهما وهنا الكارثة فالأهل ربما يندفعون بحكم العاطفة مع أحدهما فيُظلم الآخر.. وهنا سيبرز العناد وعدم القبول بالأمر الواقع ولربما وصلا إلى طريق مسدود وثمن فادح لا بد أن يدفع! لذا نصيحتي إلى أي زوجين مقبلين على حياة زوجية أن يصُما آذانهما عن أي خبرة سلبية زواجية لأي أحد من المحيطين بهما، وأن يحرصا على أن تكون الحياة الزوجية بالنسبة إليهما سكنا ومودة ورحمة ومحبة وشراكة دائمة وصداقة لا تنفك عراها بإذن الله لا أن تكون حلبة مصارعة وجماهير تهتف وضحايا أبرياء يسقطون بسبب وصايا جوفاء.