لا أميل كثيرا لتصديق ما يكتبه الصديق عبد الرحمن محسن في الزميلة «الراية» القطرية كل يوم جمعة، لأنه يأتي بخبر صحيح ويشبعه تلفيقا وتلتيقا وترقيعا، فيصعب عليك فرز الحقائق من الأكاذيب، وصرت أشك حتى في سيرته الذاتية، فرغم أنني متأكد من أنه شارك في حرب أكتوبر 1973، وكان ضمن القوات التي عبرت قناة السويس وحطمت خط بارليف، إلا أنني لست متأكدا مما إذا كان جنديا مقاتلا أم في سلاح الموسيقى أو التوجيه المعنوي (وهم الجماعة الذين يبيعون الكلام للجنود ويحمسونهم بالأقلام والحناجر للقتال والنضال... وحسني زوج سوزان ثقب آذاننا بأنه قاد أول طلعة جوية في تلك الحرب، وبعد إنهاء خدماته ،قال زملاؤه: إنه لم يشارك في الطلعة الأولى أو الثانية . المهم: عبد الرحمن محسن يزعم انه حصل على وثيقة من البنك الدولي توصي بخصخصة المؤسسة الزوجية، وكما أسلفت فإنني إذا جاءني محسن بنبأ أتبيّنه وافحصه وأغلِّب سوء الظن به وبنواياه، ثم حصلت على دليل قاطع بأنه «مفتري ومفبركاتي محترف».. فالمؤسسة الزوجية أصلا «مخصخصة»، ورغم ان الحكومات العربية تحشر أنوفها الطويلة في كل شيء، إلا أنها لم تحاول وضع أيديها على تلك المؤسسة، وفي موسم الثورات والانتفاضات هذا فإنني أنصح الرجال المتزوجين باتخاذ إجراءات وقائية لمنع حدوث حركات احتجاجية في البيوت، خاصة وان بعض النساء يمارسن الاحتجاج بالشباشب وأواني الطبخ، بعد ان يفشل سلاح الدموع والكلمة الطيبة ) . ربما لأن الحكومات تعرف ان المؤسسات الزوجية بها من المشاكل والصراعات أضعاف ما تواجهه هي، وكل ما هناك هو ان البنك الدولي أجرى دراسة، حول أوضاع ربات البيوت، وطالب من أعدوها بحساب ساعات عمل ربة المنزل، ومنحها أجراً عليها.. يعني ليس كافيا يا سي السيد أن تقول لزوجتك: أنا مسؤول عن كسوتكِ وأكلك وشرابك وفواتيرك الهاتفية المتلتلة،.. مشكورٌ يا سيدي أنك تقوم بكل هذا، ولكنك تفعل نفس الشيء مع الخادمة والسائق وتوفر لهما السكن والطعام والشراب والكساء، وفوق هذا كله تعطيهما رواتب شهرية.. والزوجة تعمل أوفرتايم حتى في وجود الخادمة وبالتالي ينبغي حساب أجرتها بعدد الساعات التي تقضيها في تدبير شؤون البيت بما في ذلك «ممارضة» أفراد الأسرة ومساعدة العيال في استذكار الدروس وفي موسم الثورات والانتفاضات هذا فإنني أنصح الرجال المتزوجين باتخاذ إجراءات وقائية لمنع حدوث حركات احتجاجية في البيوت، خاصة وان بعض النساء يمارسن الاحتجاج بالشباشب وأواني الطبخ، بعد ان يفشل سلاح الدموع والكلمة الطيبة.. وإليكم فيما يلي المطالب النسائية: المرأة تريد تغيير النظام، بمعنى ان يشاركها الزوج في شؤون الدوام، بما في ذلك إعداد الطعام، وهي تريد حرية الكلام .. وترفض ان تعامل كالأنعام، وتستنكر لجوء الزوج لأساليب شبيحة بشار وكتائب القذافي، من كبت وقهر وشتم جزافي، أعني أن من حقها ان تشكو وتمارس النقة، دون أن يطاردها الزوج في البيت.. غرفة غرفة وزنقة وزنقة.. ومن عجائب الحياة الزوجية العربية أن كلمات الحب والمودة تختفي بعد 3 أيام من ليلة الدخلة، والرجل العربي يعتبر مخاطبة زوجته ب»حبيبتي.. عيني» نوعا من الميوعة.. يا حبيبي قلها حتى لو كانت عيونك تسد النفس ... ويا معشر الرجال لقد استخف من هم أقوى منكم شكيمة بالشعوب، ثم «أكلوا هوا»، والزوجات «شعوب» البيوت، وحتى الآن فإن نساءنا نسمات رقيقة، ولكن عندما يتزلزل كيانهن بالغضب سيتحولن الى تسونامي.. والتسونامي لا تنفع معه عبارات مثل «معليش .. نامي!!!»