( ي ) بهاتين الكلمتين بدأ الشيخ : سلمان العودة قناته على اليوتيوب القناة حملت اسم : " وسم " وعنوان الحلقة " نعم أتغيّر " ! كان المقطع قصيراً في ( مُدّتِه) طويلاً في ( مَدَّتِه ) بتقنيةٍ عاليَة وصوتٍ أثير و مؤثّر ، بدأهُ ب تغريدةٍ : ( نعم أتغيّر ؛ لأني لو كنت أقول وأنا في الأربعين ما كنت أُرَدّده في العشرين فهذا يعني ضياع عشرين سنة من عمري سدى ) ! ، اثنتان وعشرون كلمةً اختصرت كل ما يَجِبْ قوله ثَراءً وما ( يَجُبّ ) ما بَعدَهُ رِثَاءً ؛ موضّحاً أنّ التغيير سمةٌ كونيّة فالسماء تُغيّر سحابها والأشجار تغيّر أوراقها والأنهار تغيّر ماءها والكون وكُلّ ما فيه منذُ الأزل لم يكن أو يبقى على حالٍ واحدة ، مضيفاً بأنّ المصطفى عليه أفضل الصلاة والتسليم الذي كان يقول : اللهم ثبّتني على دينك ، هو نفسه الذي يحلف على يمين ثم يرى غيرها خيراً منها فيكفّر عن يمينه ويأتي الذي هو خير ، ورغم كل هذا المنطق المعزّز بالمنطق أجدني استغرب أمرين ولا أستمري الاستغراب بوجود بعض الأصوات التي تقف ضد التغيير بل تعتبرهُ جُرْماً لمن يدعو له وإدانةً لمن يبدأهُ ، لكن هذا الاستغراب يزول تماماً عندما أنتبه إلى أنّنا تربّينا على مقولة " ياالله لا تغيّر علينا " ! وكأنّنا بلغنا من الكمال كل مبلغ وأنّ الله جلّ في عُلاه لن يغيّرنا إلاّ للأسوأ !! ، الأمر الثاني هم المؤيدون للتغيير والمرحبون به وهُم كثر على شاكلة " نعم أتغيّر ؛ لماذا لا أتغيّر ؟! ، أنا أقرأ لأتغيّر ، وأُراجع نفسي لأتغيّر ، وأُسافِر لأتغَيّر ، وأتعلّم في كل يومٍ شيئاً جديداً لأتغيّر ، و و و و إلخ ؛ ولكن الواقع غير ذلك فبقدر حماس المؤيدين إلاّ أنّهُم في الواقع لا يُغيّرون ولا يتغيّرون ! فعوائق التغيير ليست بتلك السهولة التي نظنها كأفراد أو كمجتمعات ، ولا أشد سلطةً من عوائق القناعات الدينيّة لا الثابتة فهذه لا جدال حولها وإنّما تلك المتحرّكة التي أصبحت في نظر المجتمع من الثوابت التي لا تقبل الخرق رغم أنّها ليست كذلك ، فما أكثر ما كان مرفوضاً في مرحلة.. مقبولاً في مرحلةٍ تليها .. إضافةً على ذلك أيضاً هناك سُلطة العادات والتقاليد التي لا زال البعض واقعاً في شراكها و حِراكها عاجزاً عن فلترتها والإنعتاق من سلاسلها حتى مع عدم الإيمان بها .. ( أ ) نعم أتغيّر ؛ لأنّ الله منحني عقلاً عرفت من خلاله أنّ ( اللّا .. تغيّر ) تغيّرٌ للأسوأ ! نعم أتغيّر ؛ لأنّي عرفت الفرق بين ( قيد الحياة .. وحياة القيد ) .