قال سمو وزير التربية والتعليم الأمير فيصل بن عبدالله بن محمد، في تصريح نشرته الصحافة المحلية يوم الأربعاء 2 مايو، إن المرأة لا تختلف عن الرجل ومن حقها ممارسة الرياضة، وزاد بأن وزارته لن تعتمد مستقبلا مدارس للبنات ما لم تحو أماكن مناسبة لمختلف الرياضات، وطلب من الإعلام الانتظار لمدة سنة قبل مشاهدة هذا الالتزام الوزاري واقعا على الأرض، ومناسبة الكلام استغرابه من غياب قيادات التعليم النسوية، عن حفل تدشين الاستراتيجية الوطنية لتطوير الرياضة المدرسية، والأمير تمنى إسهام الاستراتيجية المذكورة وبمشاركة من الرئاسة العامة لرعاية الشباب، في وصول السعودية إلى كأس العالم في الشقيقة قطر سنة 2022، وفي مشاركتها الفاعلة في أولمبياد 2020، وقد أبدت الرئاسة طبقا لما أكده وكيلها لشؤون الرياضة الدكتور سعود العبدالعزيز، استعدادها التام لدعم التوجه معنويا وفنيا وإدرايا، ووضعت منشآتها تحت تصرف الوزارة. الكبار لا يتكلمون إلا بحساب، وتصريح سمو وزير التربية والتعليم جاء في وقته تماما، فالأولمبياد اللندني قريب وما دار حوله وعنه معروف، خصوصا في موضوع الرياضيات السعوديات، والثابت سعوديا ومن مصادر متطابقة حمل الرياضية السابقة ريما عبدالله لشعلة الأولمبياد، واحتمال مشاركة الفارسة دلما ملحس، ومعهما أسماء نسائية لن أذكرها، وهذه المشاركات تحصل لأول مرة في تاريخ الرياضة السعودية، ولن تمثلها رسميا وإن تمت برعاية لها مبرراتها الوطنية ومن خارج الحدود، ولا فرق بينها وبين السماح بقيادة المبتعثة للسيارة، وإجازة حجاب يكشف معظم الوجه في بلد الابتعاث، أو كما نقل عن الشيخ الدكتور سعد البريك، في حواره مع المبتعثين والمبتعثات لاستراليا، وأفهم أن هناك من يستثمرون في قضايا المرأة السعودية، وربما استخدموها كورقة للضغط على مخالفيهم باسم الدين، والذي لا أستوعبه بصراحة انشغال بعض المتدينين بالرياضة إذا كانت المرأة طرفا فيها، ومن الأدلة، ما كتبه الشيخ سعد الدريهم في «تويتر» واعتباره أن ذوات الميول الرياضية لسن مؤهلات للاحترام، ومن ثم تحديد غير المستحقات لاحترامه بمن يتابعن كرة القدم، في تدخل سافر لحق المحرم في الولاية على أهل بيته، و يجوز أن الشيخ قصد الأب الذي أحضر بناته لمشاهدة مبارة الاتفاق السعودي والكويت الكويتي في الشرقية، وهو بالتأكيد يمثل نفسه فالموقف متطرف جدا ولا يقبل به عاقل، أيا كانت صفة من يحاول تمريره أو التسويق له. الدكتور أحمد بن عبدالرحمن العرفج، الكاتب الساخر والصديق العزيز، وصف المرأة السعودية بالبقرة، لأنها لا تحسن إلا الأكل والنوم، و تراجع وقدم اعتذارا مقدرا لقبيلة البقر عندما أدرك أن المقارنة ظالمة للطرف الآخر، ورغم أن رأيه لم يعجب، فقد أكدت دراسة علمية انتشار هشاشة العظام بين السعوديات بسبب الكسل والسمنة وعدم ممارسة الرياضة بانتظام، ولولا شبهة التعميم لاتفقنا بدون شك أو شروط، وما قام به العرفج يدخل في باب الاعتراض الدبلوماسي على القانون الاجتماعي أو العادات والتقاليد غير المتوازنة، وهذا القانون لم يكن منصفا مع المرأة ولابد من تصرف يستفزها ويحرك أطرافها، وكلام العرفج لو قاله صاحب «سورة التفاح» لوجد قبولا وتأييدا ومن النساء أولا، فهن يمثلن شريحة عريضة من جمهوره، ويكفي أن الشيخ الجليل صالح الفوزان قال رأيه في التصرف، وشيخ التفاح رفض رياضة المرأة السعودية بحجج ملتوية، واستخدم بشكل غير موفق ومجتزأ عبارة «أترضاه لأمك» بعيدا عن سياقها وموضوعها، فالرسول الكريم جاوب على شاب جاء يستأذنه في ممارسة الزنا، ولا توجد علاقة مباشرة بين الرياضة والزنا إلا في العقول المريضة. للأسف المعمول بها حاليا أن الحق يعرف بالرجال وليس العكس، ومن يساير الموجة يكسب ولو كان مخطئا.